للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجواب: أنَّهُ لو عدل عنه إلَى البيانِ بالقولِ لمْ يكنْ جواباً للسؤال؛ لأنه سأله عن الرؤيةِ، والقولُ لا يرَى، وقد يتعلقُ للسائل غرضٌ في البيانِ [بالفعل] (١)، فإنَّ البيان (٢) بالقولِ قد يكونُ أطولَ ومحتاجاً في الزمانِ إلَى مُدَّةٍ أكثرَ من زمان مدة الفعل، فيكون غرضُ السائلِ (٣) متعلقاً بالأخصرِ في البيانِ.

وقد حُكيَ في الاحتجاجِ لمن منعَ البيانَ بالفعل بأنَّهُ يكون أطولَ، فيتأخرُ (٤) عن وقت الحاجة، وأجيب بالمنعِ، وأنه قد يكون القولُ أطولَ (٥).

وقد أورد بعضهم السؤال فقال: فإن قيل: البيانُ يحصل بالقولِ، فالجواب: أنَّهُ بالفعلِ أوقعُ في النفوسِ، وأبعدُ من التأويلِ، والله أعلم (٦).

وما ذكرناه أولَى.

السابعة: قد ذكرنا تفسير (التَّورِ)، والحديثُ الذي جاء فيه: "من صُفْرٍ" (٧) يدلُّ علَى جواز الوضوء من آنية الصفر؛ كما يجوزُ


(١) زيادة من "ت".
(٢) "ت": "للبيان".
(٣) "ت": "للفعل".
(٤) "ت": "فتأخر البيان".
(٥) انظر: "مختصر ابن الحاجب مع شرحه للأصبهاني" (٢/ ٣٨٧).
(٦) انظر: "شرح مسلم" للنووي (٣/ ١٢٣).
(٧) رواه البخاري (١٩٤)، كتاب: الوضوء، باب: الغسل والوضوء في =

<<  <  ج: ص:  >  >>