للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرن الفَلاة: طرفها؛ تشبيهاً بالانقطاع في القرن عند الطرف.

وكذلك ما قال في العلم؛ تشبيهًا بالغاية والحدِّ المعنوي بالحسي.

وأما تركته على مثل مِقصِّ القرن، فإنما استعمل القرن في موضوعه، والمجاز في غير لفظه، وهو لفظة (١) المثل؛ تشبيهاً بحاله التي زعم أنه أوصله إليها بحال من هو على مقطع القرن، وذكر بعضهم مجازًا آخر سيأتي في الفوائد.

العشرون: قوله عليه الصلاة والسلام: "فإِنَّ الصلاةَ مَشْهُوَدَةٌ مَحضُورَةٌ" مُفَسَّر بأنها محضورة من الملائكة.

الحادية والعشرون: قوله - عليه السلام -: "حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظلُّ بالرمْحِ" فسره القرطبي بأن يكون ظلّه قليلًا؛ كأنه قال: حتى يقلَّ ظلُّ الرمح، قال: والباء زائدة، كما قال تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} [الحج: ٢٥]. قال: وقد رواه أبو داود فقال: "حَتَّى يَعْدِلَ الرمحُ ظلَّه" (٢)، قال الخطابي: هذا إذا قامت الشمس وتناهى قِصَر الظلِّ (٣)، قال: وقد روى الخشني لفظ كتاب مسلم: "حَتَّى يَسْتَقِلَّ ظِلُّ الرمْحِ" أي: يقوم ولا تظهر زيادته (٤).

وقال النووي: حتى يستقل الظل بالرمح، أي: يقوم مقامه في


(١) "ت": "لفظ".
(٢) رواه أبو داود (١٢٧٧)، كتاب: الصلاة، باب: من رخص فيهما إذا كانت الشمس مرتفعة.
(٣) انظر: "معالم السنن" للخطابي (١/ ٢٧٦).
(٤) انظر: "المفهم" للقرطبي (٢/ ٤٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>