للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما نحن فيه، وإلى العلة التي ذكرت، وهل ثَمَّ فرقٌ، أو لا؟ فيه تظهر صحةُ بعض هذه الوجوه، أو فساده، على أنَّ هذه الوجوهَ إنما ذُكِرت لتحقق النظر فيها بعد دلك، والموضعُ لم يتقدم فيه كلامٌ لأحدٍ من المصنفين فيما رأيته، وإنما المذكور احتمالات ومَباحِث (١) وقع الكلام فيها، فذكِرَت لتكونَ للفكر مُعَرِّضة، وعن الإهمال مُعْرِضة، وللتهذيب متعرِّضَة.

الثالثة والثلاثون: قوله في بعض الروايات: "انصَرَفَ مِنْ خَطِيْئَتِهِ كَيَومَ وَلَدَتْه أُمُّهُ" [يومَ] (٢) مفتوح مبني لإضافته إلى الفعل الماضي المبني، كقوله [من الطويل]:

على حينَ عاتَبْتُ المَشِيبَ على الصِّبَا (٣)

وقوله [من البسيط]:

لم يَمْنعِ الشّربَ منها غَيْرَ أن نَطَقَتْ ... حَمَامَةٌ في غُصُونٍ ذاتِ أَوْ قَالِ (٤)

والإضافةُ إلى المبنيِّ أحدُ أسباب البناء.


(١) "ت": "مباحثات".
(٢) زيادة من "ت".
(٣) صدر بيت للنابغة الذبياني، كما في "ديوانه" (ص: ٨٠)، وعجزه:
وقلتُ ألمَّا أصحُّ والشَّيبُ وازعُ
(٤) البيت لأبي قيس بن رفاعة، كما فى "المفصل" للزمخشري (ص: ١٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>