للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحدث، ولا يشعر يه.

قلت: الوجه الأول: كأنه أراد التخصيص ليقظة القلب بإدراك حالة الانتقاض، وذلك بعيد (١).

وأما الثاني: فتقريره أن يقول: للقلب مُدْرَكات، وللحواس مدركات، فمدركات الحواس تمتنع، ومدركات القلب على قسمين:

أحدهما: ما تتبع إدراك الحواس وتتفرع عنه، فذلك يمتنع لمواقع إدراك الحواس؛ لتوقفها عليها.

والثاني: ما لا يتبع إدراك الحواس، ولا يتوصل القلب (٢) إلى إدراكها من جهة الحواس، فهذا لا يمنعه.

ولا شك أنَّ يقظةَ القلب هو بقاء إدراكه، ونومَه ذهاب إدراكه، وإدراكه على قسمين؛ كما ذكرنا، فلا يلزم الإشكالُ إلا إذا كان النوم حتى طلعت الشمس من مدركات القلب التي لا تتبع الحواس، فأين الدليل على ذلك حتى يلزم الإشكال؟

الثالثة: قوله - عليه السلام -: "إنَّ عيني تنامان، ولا ينامُ قلبي"، خرج جواباً عن قول عائشة - رضي الله عنها - له: أتنام قبل أن توتر،


(١) نقله الحافظ في "الفتح" (٥/ ١٨٤) عن المؤلف، وقد ضعَّف الحافظ كذلك الجواب الأول والرابع.
(٢) "ت": "مواقع إدراك الحواس"، وهي جملة منسوخة خطأً من السطر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>