للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شِنْشِنة أعرفُها مِنْ أَخْزَمِ (١)

ولم يكن ذلك مانعًا لي من وصل ماضيه بالمستقبل، ولا موجبًا لأَنْ أقطعَ ما أمر الله به أنْ يُوصل:

فَمَا الكَرَجُ الدُّنيا ولا النَّاسُ قَاسِمُ (٢)

والأرضُ لا تخلو من قائم لله بالحجة، والأمةُ الشريفة لابدَّ فيها من سالك إلى الحق على واضح المحَجَّة، إلى أن يأتيَ أمرُ الله في أشراط الساعة الكُبرى، ويتتابع بعدَه ما لا يبقى معه إلا قدومُ الأخرى، غير أنَّ ذلك الكتابَ كتابُ مطالعة ومراجعة عند الحاجة إليه، لا كتابَ


(١) شطر من الرجز لأبي أخزم الطائي، وهو من أمثالهم؛ كما في "جمهرة الأمثال" للعسكري (١/ ٥٤٢)، و"المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (٢/ ١٣٤)، و"مجمع الأمثال" للميداني (١/ ٣٦١).
والشنشنة: السجية والطبيعة، وأصله: أن أخزم كان عاقًّا لأبيه، فمات وترك بنين عقُوا جدَّهم، وضربوه وأدمَوْه فقال:
إن بنيَّ زملوني بالدم ... شنشنة أعرفها من أخزم
وانظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٢/ ٥٥٤)، و"لسان العرب" لابن منظور (١٣/ ٢٤٣) (مادة: شنن).
(٢) عجز بيت منسوب إلى منصور بن باذان؛ وصدره:
ذريني أجوبُ الأرض في فلَواتها
والكرج: حصن أبي دلف القاسم بن عيسى العجلي. انظر: "ثمار القلوب في المضاف والمنسوب" لأبي منصور الثعالبي (ص: ٢٠)، و"معجم ما استعجم" لأبي عبيد البكري (٤/ ١١٢٣)، و"تاريخ بغداد" للخطيب (١٢/ ٤٢١ - ٤٢٢)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٤٩/ ١٣٢)، وله قصة فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>