للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} [الإسراء: ١] وإن كان السُّري لايكون باللبل للتأكيد، كقولهم:

سِرْتُ أمسِ نهاراً، والبارحة ليلاً.

والسّراية سُرى الليل، وهو مصدر، ويقلُّ في المصادر أن تجيءَ على هذا البناء؛ لأنه من أبنية الجمع، يدلُّ على صحة ذلك أنَّ بعضَ العرب يؤنّث السرى والهُدى، وهم بنو أسدٍ، توهما أنهما سُرْية وهُدْية (١).

قلت: النَّضيرة في شعر حسان: بفتح النون، وكسر الضاد المعجمة، بعدها آخر الحروف، ثم راء مهملة.

وقول الجوهري السِّراية: سُرى الليل، هو بكسر السين.

وقوله: سَرينا سَرْية واحدة، هو بفتح السين.

وقال ابن سِيْدَه في "المحكم": السُّرى: سيرُ اللَّيلِ عامتِه، وقيل: سيرُ الليلِ كلّه، يذكَّر ويؤنث، ولم يعرف اللَّحياني إلا التأنيث، ثم قال: وقد سرى سُرىَ وسَرية وسُرية، فهو سارِ.

قال [من الوافر]:

أتَوْا نارِي فَقُلْتُ: مَنُونَ؟ قالوا ... سَراةُ الجِنِّ، قلت: عِمُوا ظَلامَا (٢)


(١) انظر: "الصحاح" للجوهري (٦/ ٢٣٧٦)، (مادة: سرا).
(٢) البيت منسوب إلى شُمير بن الحارث الضبي، كما ذكر ابن منظور في =

<<  <  ج: ص:  >  >>