للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هشام بن عبد الملك سأل الزُّهريَّ أن يمليَ على بعض ولده شيئًا من الحديث، فدعا بكاتبه (١)، وأملى عليه أربع مئة حديث، فخرج الزُّهري من عند هشام، فقال: أين أنتم يا أصحاب الحديث؟ فحدثهم (٢) بتلك الأربع مئة، ثم لقي هشامًا بعد شهر أو نحوه، فقال للزهري: إن ذلك الكتاب قد ضاع، فقال: لا عليك، فدعا بكاتب، فأملاها عليه، ثم قابل هشام بالكتاب الأول فما غادر حرفًا (٣).

وروى ابنُ خلَّاد أيضًا عن سعد بن إبراهيم: أنه قال في الزُّهري: كان يأتي المجالسَ مِنْ (٤) صدورها، ولا يأتيها من خلفها، ولا يُبْقي في المجالس شابًّا إلا ساءله، ولا كهلًا إلا ساءله، ولا فتًى إلا ساءله، ثم يأتي الدار من دور الأنصار، فلا يُبْقي فيها شابًا إلا ساءله، ولا كهلًا إلا ساءله، ولا فتى إلا ساءله، ولا عجوزًا إلا ساءلها، حتى يجادلَ ربَّات الحِجَال (٥).

وروى ابن سعد، عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن أبيه قال: ما أرى أحدًا جمعَ بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جمع ابنُ شهاب (٦).


(١) في الأصل: "بكتابه"، والمثبت من "ت".
(٢) في الأصل: "فحدثتهم"، والمثبت من "ت".
(٣) رواه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص: ٣٩٧).
(٤) في "م"و "ت": "في".
(٥) رواه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص: ٣٦٠ - ٣٦١).
(٦) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (ص: ١٦٧ - من القسم المتمم)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>