للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[و] (١) يظهر أنه اكتفى بما ذكر بطريق النظر إلى المعنى، ويمكن أن يقال: إذا كان الأصل الاستياك بعود الأراك؛ إما حملًا للّفظ على المعتاد في أرض الحجاز والعرب، [أو أخذاً] (٢) بما روي من حديث أبي خيرة (٣): أن رسولَ اللهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - كانَ يستاكُ بالأراكِ (٤)، فعند تعذُّر النوع الأقرب، يُرتقى إلى ما فوقه من الجنس الأقرب فالأقرب؛ لأنَّه أقرب إلى التأسي، والاستنان في الاستنان (٥).


(١) سقط من "ت".
(٢) زيادة من "ت".
(٣) في الأصل: "وجرت"، وفي "ت": "وجرة"، والصواب ما أثبت.
(٤) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٧/ ٤٢٦)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٢٢/ ٣٦٨)، عن أبي خيرة الصباحي قال: قدمنا على النَّبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم -، فلما أردنا أن نرجع أعطانا أراكاً فقال: "استاكوا بهذا".
قال ابن الصلاح: وهذا الحديث مسند قول صاحب "الإيضاح"، و"الحاوي"، و"التنبيه" حيث استحبوه. قال: ولم أجد في كتب الحديث فيه سوى هذا الحديث.
قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (١/ ٧١): قلت: قد استدل صاحب "الحاوي" من حديث أبي خيرة بلفظ آخر، وهو: كان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يستاك بالأراك، فإن تعذر عليه استاك بعراجين النخل، فإن تعذر استاك بما وجد. وهذا بهذا السياق لم أره.
وقد روى الطَّيالسيُّ في "مسنده" (٣٥٥)، والبزار في "مسنده" (١٨٢٧)، وأبو يعلى في "مسنده" (٥٣١٠)، وابن حبان في "صحيحه" (٧٥٦٩) وغيرهم من حديث ابن مسعود لأنَّه: أنه كان يجتني لرسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - سواكاً من أراك ... " الحديث.
(٥) "ت": "الأسنان". قلت: الاستنان الأولى: "لاقتداء، والثانية: الاستياك.

<<  <  ج: ص:  >  >>