للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العباس: واختلف في [هذا] (١) المعنى الذي لأجله كُره؛ فقيل: لأنه من زِيّ (٢) أهل الزَّعَارَةِ (٣) والفساد، وفي كتاب أبي داود: [و] (٤) إنه زيُّ اليهود (٥)، وقيل: لأنه تشويهٌ.

وكانَّ هذه العلة أشبهُ؛ بدليل ما رواه النسائيُّ من حديث ابن عمر: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رأى صبيًا حُلِقَ بعضُ شعره وتُرِك بعضه، فنهى عن ذلك وقال: "اتْرُكُوهُ كُلَّهُ أو احلقُوهُ كُلَّهُ" (٦).

قلت: وهذا الحديث يشهدُ لمن يقول بكراهة حلق البعض وترك البعض من غير اشتراطٍ للكثرة والتفرق، إلَّا أنَّه لا يلزم أن يكون هو القزع المذكور (٧) فيه (٨) بذلك اللفظ.

ويمكن عندي أن تكون العلةُ في كراهة القزعِ وحلقِ البعض


(١) زيادة من "ت".
(٢) "ت": "رأي".
(٣) الزَّعَارة: الشراسة، بتخفيف الراء وتشديدها.
(٤) زيادة من "ت".
(٥) رواه أبو داود (٤١٩٧)، كتاب: الترجل، باب: ما جاء في الرخصة، من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
(٦) رواه النَّسائيّ (٥٠٤٨)، كتاب: الزينة: باب: الرخصة في حلق الرأس، وكذا أبو داود (٤١٩٥)، كتاب: الترجل، باب: في الذاؤبة. وانظر: "المفهم" للقرطبي (٥/ ٤٤١ - ٤٤٢).
(٧) "ت": "المدلول".
(٨) "ت": "عليه".

<<  <  ج: ص:  >  >>