للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَشِيطُ، ووزنه: افتعل (١)، وكان أصلُه: استعر، ثم أشبعَ الفتحةَ فصارت ألفًا، فتُؤوِّلَ ذلك بأنْ ضُمّنَ الكلام فعلًا يتعدى بـ (على) ليخرجَ عن أن يكونَ بمعنى [اللام] (٢)، فإن الظاهرَ أن المرادَ: خلا لها، فقيل: لأنَّ المكانَ إذا خلا لها فرَعَتْهُ وحدَها، فقد صار النِّي عليها لكثرتها, وليس هناك ما يرعاه غيرُها، وهذا انتقال من كون الشرعي (٣) خلا لها إلى كون النِّي صار عليها؛ لأن الرعي (٤) الخاليَ لها لما كان سببا لعلوِّ النَّي عليها صار كأنه على عليها، وهذا مجاز، ليس بمجازِ التضمين، الذي ادُّعي أنه كذلك، وأنه ضَمَّنَ الكلامَ فعلًا، يتعدى بـ (على).

ومن ذلك ما قالوه في قول ذي الإِصبع [من البسيط]:

لاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أَفضَلْتَ في حَسَبِ ... عَنّي ولا أَنْتَ دَيَّاني فتَخْزُوني (٥)

أنه من التضمين؛ لأنه إذا كان أفضلَ فكانَ فوقَهُ في الحَسَب، فقد زال عنه، وصار عنه في حَيِّزٍ، فكأنَّهُ قال: لاهِ ابنُ عمِّكَ ما زال قدرُك عن قدري، ولا ارتفع شأنك عن شأني.


(١) انظر: "أساس البلاغة" للزمخشري (ص: ٣٤٣).
(٢) في الأصل: "الكلام"، والمثبت من "ت".
(٣) في الأصل: "الراعي"، والمثبت من "ت".
(٤) في الأصل: "الراعي"، والمثبت من "ت".
(٥) انظر: "المفضليات" (ص: ١٦٠). والبيت منسوب إلى خفاف بن ندبة كما في "ديوانه" (ص: ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>