للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير جهة الزمان سائغٌ في الكلام نحو قول القائل: أشعرُ الناسِ فلانٌ، ثم فلان (١)، إذا تباعدَ ما بينهما في جودة الشعر.

وهذا أيضًا ليس إلا مجازًا في استعمال التراخي، الذي هو حقيقة في الزمان، في البعد المعنوي، فلابد فن ترجيحه على المجاز الذي ادعاه خصومهم.

وأما قول الشاعر: سألتُ ربيعةَ ... البيت.

فقد حمله على البعدِ المعنوي، وَوُجِّهَ: بأن الشرَّ الذي يلحق الشخصَ في الانتساب من قبل أبيه أشدُّ من الشر الذي يلحقه من قبل أمِّهِ من جهة: أن الاعتمادَ في الانتساب إنما هو على الآباء، فتفاوتُ ما بين الشرين كذلك، وهذا كالذي قبله في أنه مجاز يقابَلُ بمجاز (٢)، ويحتاج إلى الترجيح.

وأما [قوله] (٣): إنَّ منْ سَادَ ثمَّ سادَ أبوه ... البيت.

فقال أبو الحسن الأُبَّدِي (٤)، فيما وجدتُهُ عنه: وأما البيتُ فيتخرجُ


(١) "ت": "قال".
(٢) "ت": "مقابل لمجاز".
(٣) زيادة من "ت".
(٤) هو الحسن علي بن محمَّد بن محمَّد بن عبد الرحمن الخشني الأُبَّدي بضم الهمزة وتشديد الباء الموحدة، وبعدها قال مهملة، نسبة إلى أبدة مدينة بالأندلس من كورة جيان، بناها عبد الرحمن بن الحكم وجددها ابنه محمَّد. انظر: "اللباب في تهذيب الأنساب" لابن طاهر (١/ ٢٣)، و"معجم البلدان" لياقوت (١/ ٦٤)، و"نفح الطيب" للتلمساني (٢/ ٥٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>