للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمبهم لا يُوجبُ (١) الترتيبَ ولا بدَّ، قد (٢) وجدناه عن بعض من أدركناه، وتأخَّرَ عن زمن أبي محمد، فلا أدري أذكره تقليدًا له، أو من وجه آخر؟ ونسوق ما وجدناه عنه، وإن كان فيه زيادة عما ذكرناه من أمر التفصيل.

قال: الفاءُ للترتيبِ، وهو على ضربين (٣): ترتيب في المعنى، وترتيب في الذِّكْر.

والمرادُ بالترتيب في المعنى أن يكونَ المعطوفُ بها لاحقًا متصلًا بلا مُهْلةٍ، كقوله تعالى: {خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ} [الانفطار: ٧]، والأكثرُ على كون المعطوف [سببًا] (٤) عمّا قبله، كقولك: أملته فمال، وأقمته فقام، وعطفته فانعطف.

وأما الترتيبُ في الذكر فنوعان:

أحدهما: عطفُ مُفصَّلٍ على مُجمل هو هو في المعنى؛ كقولك: توضَّأَ فغسلَ وجهه ويديه ومسح رأسه ورجليه، ومنه قوله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} [هود: ٤٥] الآية.

الثاني: عطفٌ لمجرد المشاركة في الحكم بحيث يَحسنُ بالواو، كقول امرئ القيس [من الطويل]:


(١) في الأصل: "لا يجب"، والمثبت من "ت".
(٢) "ت": "وهذا لابد وقد".
(٣) "ت": "وهي ضربين".
(٤) "ت": "بها"، وبعدها بياض بمقدار كلمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>