للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظُلمهِم، [لا أنَّهم أهَلكوا حينَ ظلمِهم] (١)؛ لأنَّ ظُلمَهُم مُتَقَدِّمٌ علَى إنذارِهِم، وإنذارُهُم مُتَقَدِّمٌ علَى إهلاكِهِم.

قالَ: ولأنها تُقابلُ (لو)؛ لأنَّ (لو) في الغالبِ تدُلُّ علَى امتناعٍ [لامتناع] (٢)، و (لمَّا) تدُّلُ علَى وجوبٍ لوجوبٍ، ويُحقِّقُ تقابُلَهُما أنَّكَ تقولُ: لو قامَ زيدٌ لقامَ عمرو، ولكنَّهُ لمَّا لمْ يقمْ لمْ يقمْ، ويُقوِّي قولَ أبي عليٍّ أنها قد جاءَتْ لمجرَّدِ الوقتِ في قولِ الراجِزِ:

إنِّي لأَرْجُو مُحْرِزاً أنْ يَنْفَعَا

إيَّايَّ لمَّا صِرْتُ شَيْخاً قَلِعَا (٣)

والثالث: أن تكونَ بمعنى (إلا) في قَسَمٍ، كقولهِ (٤): عزَمتُ عليكَ لمَّا ضَربتَ كاتبَكَ سَوطاً.

وكقولِ الآخَر [من الرجز]:

قَالَتْ لَهُ بِاللهِ يَا ذَا البُرْدَينْ


(١) زيادة من "ت".
(٢) سقط من "ت".
(٣) أورده ابن سيده في "المحكم" (١/ ٢١٨)، وابن منظور في "لسان العرب" (٨/ ٢٩٠)، (مادة: قلع) دون نسبة. وقوله: شيخ قلع: يتقلع إذا قام، ويمشي كأنه ينحدر.
(٤) "ت": "تقول".

<<  <  ج: ص:  >  >>