للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عفان - رضي الله عنه - من قوله، ولا يثبت أيضاً، وأشهرُهَا حديثُ أبي أمامة؛ كما قالَ البَيهَقِيُّ.

قلت: قد عُلمَ أنَّ تضافرَ الرواةِ علَى شيء، ومتابعةَ بعضهم لبعض في حديث ممّا يشده ويقويه، ورُبَّما أُلحِقَ بالحَسَنِ، وما يحتج به.

وقد أورد الحافظ الفقيه أبو عمرو بن الصلاح - رحمه الله - كلاماً يفهم منه أنهُ لا يرَى هذا الحديث من هذا القَبيل، مع كونه روي بأسانيد ووجوه، فقال: لعلّ الباحثَ الفَهِمَ يقول: إنا نجدُ أحاديثَ محكوماً بضعفها، مع كونها قد رويت بأسانيدَ كثيرةٍ من وجوه عديدة، مثل حديث: "الأذنان من الرأس"، ونحوه، فهلا جعلتم ذلك ونحوَه من نوعِ الحسنِ؛ [لأن بعض ذلك عَضَدَ بعضاً كما قلتم في نوع الحسن] (١) علَى ما سبق آنفاً؟!

قال: وجوابُ ذلك: أنهُ ليس كل ضعيفٍ في الحديثِ يزولُ بمجيئهِ من وجوه، بل ذلك يتفاوت؛ فمنه ضعيف (٢) يُزيلُهُ ذلك؛ كأنْ (٣) يكونَ ضعفه ناشئاً من ضعفِ راوٍ (٤) مع كونه من أهل الصدق


(١) زيادة من المطبوع من "علوم الحديث" لابن الصلاح.
(٢) في "علوم الحديث": "ضعف".
(٣) في "علوم الحديث": "بأن".
(٤) في "علوم الحديث": "من ضعف حفظ راويه".

<<  <  ج: ص:  >  >>