للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونظره، لكن المد مدان: مُدُّ النَّبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم -، ومُدّ هشامِ بن إسماعيل، وهو أَزْيَدُ من المُدِّ الأول، قيل: بثلث، وقيل: بنصف (١)، فإذا كان كذلك، وكان الإخبار عنه، لم ينقُصِ الذي توضأ به النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن مُدِّه، لكنَّ ذلك يتوقف على تاريخ موتِ الرُّبيِّعِ، ومدة ولايةِ إسماعيل، وهل أدركَتْ زمن هشام بن إسماعيل، أو لا؟

فإن كان يمكن اجتماعُهما، فلا دلالةَ، لجواز أن تكونَ أرادت مُدَّ هشام، ولا تتوهمنَّ أنَّ قولها: "فأُتِيَ بماءٍ قَدْرَ ثلثي المد" يتعين لِئَن يكونَ بمُدِّ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنَّها إذا أدركت مد هشام، جازَ أن يعين ما كان أولاً عند المقدار بثلثي المقدار الحاضر عند إخبارها.

والمنقولُ عن ابنِ شعبان وهو المالكي القُرْطي (٢)، بضم القاف، وسكون الراء، والطاء المهملة، كأنه نسبةٌ إلى قُرْطة (٣)، الموضع الذي بين النَّوبة وأسوان، نقل عنه: أنه قال: لا يُجْزِئُ في الغُسْل أقلُّ من صاعٍ، ولا في الوضوء أقلّ من مُدَّ (٤).


(١) انظر: "الأم" للإمام الشَّافعي (٢/ ١٨٧).
(٢) هو الإمام العلامة شيخ المالكية أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان العماري المصري المعروف بابن القرطي، له تصانيف بديعة منها كتاب: "الزاهي" في الفقه، و"أحكام القرآن"، و"مناقب مالك"، توفي سنة (٣٥٥ هـ).
انظر: "ترتيب المدارك" للقاضي عياض (٣/ ٢٩٣)، و "سير أعلام النبلاء" للذهبي (١٦/ ٧٨).
(٣) وقال الذهبي في "السير" (١٦/ ٧٨): نسبة إلى بيع القرط.
(٤) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٢/ ١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>