للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتكَّدرُ بالترابِ فلا يُطلَقُ (١) عليه أنَّهُ عفَّرَ (٢) وجهَهُ بالترابِ، إلا أنْ يُؤخَذَ من اشتقاقِ التعفير من [العفرِ] (٣)، وإنْ كَان كذلك - أو لمْ يكنْ - فلا شكَّ أنَّ التعفيرَ ينطلق علَى إيصال التراب إلَى المحلِّ واتِّصالِهِ به مِن غيرِ ماءٍ أصلًا، وقد ثبتَ في "الصحيحِ" إنَّ أبا جهل قالَ: هلْ يُعفِّرُ محمَّدٌ وجهَهُ في الترابِ (٤).

وقال الشاعر (٥):

لأُعَفِّرَنَّ مَصُونَ شَيبِي بَينهَا (٦)

فإذا كانَ الاسمُ مُنطلِقًا عليه، وعلَى ما يُمزَجُ به، فتعيينُ المزجِ بالماءِ بعينه يحتاجُ إلَى دليلٍ، فإنْ كَان الدليلُ وجوبُ إيصال التراب إلَى جميع المحلِّ، فهذا يحصُل بذرِّه إلَى حيثُ وصولُ (٧) الترابِ إلَى جميعِ أجزائِهِ.

نعم، هاهُنا بحثٌ (٨) من حيثُ لفظُ الحديثِ، وهو أنَّ اللَّفظَ يقتضي


(١) "ت": "يصدق".
(٢) في الأصل: "غبر"، والمثبت من "ت".
(٣) سقط من "ت".
(٤) رواه مسلم (٢٧٩٧)، كتاب: صفة القيامة والجنة والنار، باب: قوله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: ٦، ٧]، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٥) هو من شعر القاضي عياض كما في "الشفا" له (٢/ ٥٩).
(٦) "ت": "هاهنا".
(٧) "ت": "يصل".
(٨) "ت": "لفظ".

<<  <  ج: ص:  >  >>