محمد بن موسى القَافْلَانِيّ -بِتَكْرِيت-، نبأنا محمد بن الفَرُّخَان بن رُوْزَبَه الدُّوري، حدَّثنا زيد بن محمد الطحَّان الكوفي، حدَّثنا زيد بن أحزم الطائي، حدَّثنا زيد بن الحُبَاب العُكْلِيّ، حدَّثنا زيد بن محمد بن ثَوْبَان، حدَّثنا زيد بن ثَوْر بن يزيد -وفي حديث هنَّاد: حدَّثنا زيد بن الحُبَاب العُكْلِيّ، حدَّثنا زيد بن ثَوْر بن زيد، حدَّثنا زيد بن محمد بن ثَوْبان-، حدَّثنا زيد بن أُسَامة بن زيد، عن جَدِّه زيد بن حارثة،
عن زيد بن أَرْقَم قال: أتى النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أعرابي وهو شادٌّ عليه رُدْنَهُ -أو قال عباءه-، فقال: أيكم محمد؟ فقالوا: صاحب الوجه الأزهر. فقال: إن يكن نبيًّا فما معي؟ قال:"إن أخبرتك فهل تقر بالشهادة"؟ -وقال أبو العلاء:"فهل أنت مؤمن"؟ - قال: نعم. قال:"إنك مررت بوادي آل فلان -أو قال: شِعْبِ آل فلان- وإنَّك بصرت فيه بوَكْر حَمَامَة فيه فَرْخَان لها، وإنَّك أخذت الفَرْخَيْن مِنْ وَكْرِهَا، وإنَّ الحمامة أتت إلى وَكْرِها فلم تر فَرْخَيْهَا فصفقت في البادية، فلم تر غيرك، فرفرفت عليك، ففتحت لها رُدْنَك -أو قال عباءك-, فانقضت فيه، فها هي ناشرة جناحيها، مقبلة على فَرْخَيْهَا". ففتح الأعرابي رُدْنَهُ -أو قال عباءه-، فكان كما قاله النبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم. فعجب أصحاب رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم منها وإقبالها على فَرْخَيْهَا. فقال:"أتعجبون منها وإقبالها على فَرْخَيْهَا! فاللَّه أشدُّ فَرَحًا وأشدُّ إقبالًا على عبده المؤمن حين توبته من هذه بفَرْخَيْهَا". ثم قال:"الفروخ في أسر اللَّه ما لم تُطَيَّر، فإذا طُيِّرت وفرَّت، فانصب لها فخَّك أو حيلتك". "سياق الحديث لأبي العلاء. وقال: قال أبو الحسين -يعني ابن أيوب- قال ابن صَاعِد: هذا زيد بن ثَوْر بن يزيد المَكِّي، وهو قليل الحديث، قليل الشهرة".
(٣/ ١٦٧ - ١٦٨) في ترجمة (محمد بن الفَرُّخَان بن رُوْزَبَه الدُّورِيّ أبو الطيِّب).