ورواه الحاكم في "المستدرك"(٤/ ١٥٧) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحو رواية أحمد، دون قوله:"شققت لها من اسمي"، وقال:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه. وقد روي بأسانيد واضحة عن عبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل، وعائشة، وعبد اللَّه بن عمرو". وأقرَّه الحافظ الذَّهَبِيُّ.
والحديث رواه البخاري، في الأدب، باب من وصل وصله اللَّه (١٠/ ٤١٧) رقم (٥٩٨٨)، وغيره، عن أبي هريرة عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال:"إنَّ الرَّحِمِ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فقالَ اللَّهُ: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطْعْتُهُ".
ومعنى قوله:"إنَّ الرَّحِمِ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ": "أنَّها أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها، فالقاطع لها مُنْقَطِعٌ من رحمة اللَّه". كذا في "فتح الباري"(١٠/ ٤١٨).
وقد فات الإِمام الهيثمي أن يذكر حديث الإِمام أحمد السابق في "مجمع الزوائد" مع أنَّه على شرطه، حيث إنَّ من أخرجه من أصحاب الكتب الستة، لم يُخَرِّجوه باللفظ الذي عنده، وفيه زيادات ليست في رواياتهم، واللَّه أعلم.
* * *
٨١٦ - أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدَّثنا القاضي أبو عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي -إملاءً-، حدَّثنا أبو بكر الزُّهَيْرِي، حدَّثنا الهيثم -يعني ابن جَمِيل-، حدَّثنا عبد اللَّه بن المُثَنَّى، عن ثُمَامة،
عن أنس: أنَّه كان إذا كَلَّمَ أحدًا أو نَازَعَهُ، فَعَل ذلك ثلاثًا، ويقول: كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يفعله.
(٥/ ٤٢٨) في ترجمة (محمد بن عبد اللَّه بن جعفر الزُّهَيْرِيّ أبو بكر).
مرتبة الحديث:
رجال إسناده ثقات؛ إلَّا أنَّ (الهيثم بن جَمِيل البغدادي الأَنْطَاكي أبو سهل)