قوله:"فامضوا عليها بِنِقْيِهَا": النِّقْي: الشَّحم، وأصله مُخُّ العِظَام. والمعنى: أي أسرعوا عليها ما دامت بِسِمَنِهَا وشَحْمِهَا قوية على السفر والسَّيْر، قبل هزالها. انظر:"مشارق الأنوار" للقاضي عياض (٢/ ٢٥)، و"شرح مسلم" للنووي (١٣/ ٦٩).
ومعنى الحديث على ما ذكر الإِمام النَّووي في "شرح صحيح مسلم"(١٣/ ٦٩): "الحثُّ على الرفق بالدَّواب ومراعاة مصلحتها، فإن سافروا في الخصب قللوا السَّيْر وتركوها ترعي في بعض النهار وفي أثناء السِّيَر، فتأخذ حظَّها من الأرض بما ترعاه منها. وإن سافروا في القَحْط، عَجَّلُوا السِّيَر ليصلوا المقصد وفيها بقية من قوتها، ولا يقللوا السِّيَر فيلحقها الضرر لأنَّها لا تجد ما ترعى، فتضعف ويذهب نِقْيها، وربما كلَّت ووقفت".
* * *
١٢٩٢ - أخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حَسْنُون النَّرْسِي، أخبرنا محمد بن جعفر بن محمد الأَدَمي القَارِي، حدَّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، حدَّثنا شَبَابَة بن سَوَّار الفَزَاري، حدَّثنا رُكْن بن عبد اللَّه الدِّمَشْقِيّ، عن مكحول الشَّامِيّ،