واه". وأقرَّه في "اللسان" (٥/ ١٠٥ - ١٠٦) وقال: وكذا شيخه -يعني كَثير النَّوَّا-، لم يصل إلى محمد بن جعفر إلّا على لسان ضعيفين، فما ذنبه! وحدَّث به إسحاق الحبلي (١) وهو ضعيف أيضًا".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(١/ ١٨٥ - ١٨٦)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
كما رواه عن الخطيب من طريقه الآخر في "تاريخ بغداد"(٨/ ٣٦٧) -وسيأتي برقم (١٢٦٧) - عن داود، عن أبي عبد الرحمن النَّوَّاء الشَّامي، عن أنس. وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (داود) و (كَثِير) وقال: "والعجب كيف روى هذا، ولا أحسب البلاء إلّا من داود".
والحديث ذكره ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة"(١/ ٣٨٨) -في القسم الثالث، وهو من الزيادات على ابن الجَوْزي-، وعزاه للخطيب من الطريق المتقدِّم وقال:"وأورده ابن الجَوْزي في "الواهيات" -يعني في كتابه "العلل"- وقال:(كَثِير) ضعيف. ولا أحسب البلاء إلّا من داود. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: مَرَّ في الفصل الذي قبله أن (كَثيرًا) وثِّق، و (داود) لم أرهم اتَّهموه، وإنّما قال الخطيب: ضعيف. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: منكر الحديث. فالحق أنَّ الحديث من الواهيات لا من الموضوعات، واللَّه أعلم".
أقول: إسناد الحديث وإن لم يكن فيه مُتَّهم، إلّا أنَّ نَكَارَة مَتْنِه لا تَخْفَى، ومن ثَمَّ قال الحافظ الذَّهَبِيُّ:"كذب" كما تقدَّم عنه، واللَّه أعلم.
* * *
١٥٨ - أخبرنا أبو بكر البَرْقَاني قال: أنبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المُزَكِّي قال: نبأنا محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة قال: نبأنا محمد بن جعفر بن
(١) هكذا في "اللسان". وصوابه فيما يظهر لي "الخُتُّلي" واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.