وقال الإِمام الزَّيْلَعِيُّ في "نصب الراية"(١/ ٤١٣ - ٤١٤) بعد أن ذكر رواية ابن ماجه، نقلًا عن الإِمام ابن دَقِيق العيد في كتابه "الإِمام": "وقد رواه البيهقي في "الخلافيات" من جهة ابن خُزَيْمَة عن محمد بن يحيى بن فيَّاض عن عبد الوهاب الثَّقفي به، وزاد فيه: "وإذا رفع رأسه من الركوع". ورواه البخاري في كتابه المفرد -في رفع اليدين- حدَّثنا محمد بن عبيد اللَّه بن حَوْشب، حدَّثنا عبد الوهاب به: أنَّ النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان يرفع يديه عند الركوع. انتهى. قال الطَّحَاوي: وهم يضعِّفون هذا، ويقولون: تفرَّد برفعه عبد الوهاب والحفَّاظ يُوقِفُونَهُ على أنس". انتهى كلام الزَّيْلَعِيّ.
وللحديث شواهد كثيرة جدًّا، انظرها في:"نصب الراية"(١/ ٤٠٧ - ٤١٨)، و"تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق"(٢/ ٧٦٧ - ٧٧٩)، و"التلخيص الحَبِير"(١/ ٢١٨ - ٢٢٠)، و"جامع الأصول"(٥/ ٢٩٩ - ٣١١)، و"مجمع الزوائد"(٢/ ١٠١ - ١٠٣). وانظر تعليق العلّامة الشيخ أحمد شاكر رحمه اللَّه على "سنن التِّرْمِذِيّ"(٢/ ٤١ - ٤٣).
ومن هذه الشواهد، ما رواه البخاري في صفة الصَّلاة، باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى مع الافتتاح سواء (٢/ ٢١٨) رقم (٧٣٥) وغير موضع، ومسلم في الصلاة، باب استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام. . . (١/ ٢٩٢) رقم (٣٩٠)، وغيرهما، عن ابن عمر رضي اللَّه عنه قال:"إنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان يرفع يديه حَذْوَ منكبيه إذا افتتح الصلاة وإذا كبَّر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضًا، وقال: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا ولك الحَمْدُ. وكان لا يفعل ذلك في السجود".
* * *
٢٤٣ - أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطَّان، أخبرنا أحمد بن عمر بن العبَّاس القَزْويني -قدم علينا-، حدَّثنا محمد بن عبد بن عامر، حدَّثنا قُتَيْبَة، حدَّثنا مالك بن أنس، عن نافع،