ذات يوم، والبِشْرُ يُرى في وجهه، فقال:"إنَّه جاءني جبريلُ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فقال: أمَّا يرضيك يا محمَّدُ أَنْ لا يُصلِّي عليك أحدٌ من أُمَّتِكَ، إلَّا صلَّيتُ عليه عَشْرًا، ولا يُسَلِّمُ عليكَ أحدٌ من أُمَّتِكَ إلَّا سَلَّمْتُ عليه عَشْرًا".
أقول: في إسناده (سليمان الهاشمي مولى الحسن بن علي) وهو مجهول كما قال الحافظ في "التقريب"(١/ ٣٣٢). وقال النَّسَائي:"ليس بالمشهور". انظر: التهذيب" (٤/ ٢٣٢)، و"ميزان الاعتدال" (٢/ ٢٢٩). لكنه قد تُوبع كما بينه السَّخَاوي في "القول البديع" ص ١٠٩ فانظره.
وللحديث روايات وألفاظ مختلفة، أتي عليها مع بيان حالها من حيث القبول والردّ، الإِمام السَّخاويُّ في "القول البديع في الصَّلاة على الحبيب الشفيع" ص ١٠٩ - ١١١.
وانظر في شواهد الحديث الكثيرة -إن شئت-: المصدر السابق ص ١٠٢ وما بعد، و"فضل الصَّلاة على النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم" لإسماعيل بن إسحاق القاضي رقم (٤ و ٥)، و"جامع الأصول" (٤/ ٤٠٤)، وما بعد، و"مجمع الزوائد" (١٠/ ١٦٠ - ١٦٣)، و"الترغيب والترهيب" (٢/ ٤٩٤ - ٤٩٨).
* * *
١١٤٨ - أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد القَطَّان، حدَّثنا عبد الكريم بن الهيثم، حدَّثنا سُنَيْد بن داود، حدَّثنا الفَرَج بن فَضَالة، عن معاوية بن صالح، عن نافع قال:
سافرت مع ابن عمر، فلمَّا كان آخر الليل، قال: يا نافع، طلعت الحمراء؟ قلت: لا، مرتين أو ثلاثة، ثم قلت: قد طلعت. قال: لا مرحبًا بها ولا أهلًا! قلت: سبحان اللَّه! نجم سامع مطيع! قال: ما قلت لك إلَّا ما سمعتُ من رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، قال لي رسول اللَّه: "إنَّ الملائكة قالت: يا ربّ كيف صبرك على بني آدم في الخطايا والذنوب؟ قال: إنِّي ابتليتهم وعافيتكم، قالوا: لو كنَّا