وقد روى البخاري في مناقب الأنصار، باب ذكر الجنّ (٧/ ١٧١) رقم (٣٨٦٠)، وغيره، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه "أنَّه كان يَحْمِلُ مع النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إِدَاوَةً لوضوئِهِ وحاجتِهِ، فبينما هو يَتْبَعُهُ بها، فقال: مَنْ هذا؟ فقال: أنا أبو هريرةَ. فقال: ابْغِنِي أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بها، ولا تَأْتِنِي بعَظْمٍ ولا برَوْثَةٍ. فأتيتُهُ بأحْجَارٍ أَحْمِلُهَا في طَرَفِ ثوبي حتى وَضَعْتُ إلى جَنْبِه، ثم انصرفتُ، حتى إذا فَرَغَ مَشَيْتُ معه فقلتُ: ما بالُ العَظْمِ والرَّوْثَةِ؟ قال: "هما مِنْ طَعَامِ الجنِّ، وإنَّه أتاني وَفْدُ جِنِّ نَصِيبينَ -ونِعْمَ الجِنُّ- فسألوني الزَّادَ، فدعوتُ اللَّه لهم أَنْ لا يَمُرُّوا بعَظْمٍ ولا برَوْثَةٍ إلَّا وجدوا عليها طَعَامًا".
* * *
٢٥٢ - أخبرنا محمد بن عليّ بن الفتح، حدَّثنا عمر بن عبد اللَّه زَاذَان القَزْويني (١)، أخبرنا إسحاق بن محمد بن إسحاق الكَيْسَاني، حدَّثنا محمد بن عيسى بن موسى الأَصْبَهاني -ببغداد-.
وأخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد اللَّه بن شَهْرَيَار الأَصْبَهَاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطَّبَرَاني، حدَّثنا محمد بن عليّ الصَّايغ المَكِّي قال: حدَّثنا محمد بن معاوية النَّيْسَابُوري، حدَّثنا محمد بن سَلَمَة، عن خُصَيْف، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: قال النبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "يأتي على النَّاس زمان وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين، سفَّاكين للدِّماء، لا يرعون عن قبيح، إنْ بايعتهم أَرْبُوك، وإن ائتمنتهم خانوك، صَبِيُّهم عَارِمٌ، وشابُّهم شاطر، وشيخهم لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن مُنْكَر، السُّنَّةُ فيهم بِدْعَة، والبِدْعَةُ فيهم سُنَّة، وذو الأمر منهم غاوٍ، فعند ذلك يسلِّط اللَّه عليهم شرارهم، فيدعو خيارهم فلا يستجابُ لهم". "هذا لفظ حديث الكَيْسَانِيّ، والآخر بنحوه".
(٢/ ٣٩٩ - ٤٠٠) في ترجمة (محمد بن عيسى بن موسى الأصبهاني).
(١) صُحِّفَ في المطبوع إلى: "القروي". والتصويب من ترجمته في "تاريخ بغداد" (١١/ ٢٦٤)، و"التدوين في أخبار قَزْوين" للرافعي (٣/ ٤٥١).