أقول: في إسناده عندهم (سعيد بن أبي هانئ -واسمه إسماعيل بن خليفة-)، ترجم له أبو الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في "طبقات المحدِّثين بأَصْبَهَان"(٢/ ٤١٤) وقال: "لم يسمع من أبيه، وذَكَرَ عنه وِجَادَة". ومثله في "تاريخ أَصْبَهَان" لأبي نُعَيْم (١/ ٣٢٦)، ولم يَذْكُرا فيه جَرْحًا أو تعديلًا.
والحديث رواه التِّرْمِذِيّ في البيوع، باب في الرخصة في الشراء إلى أجل (٣/ ٥٠٩) رقم (١٢١٣) -واللفظ له-، والنَّسَائي في البيوع، باب البيع إلى الأجل المعلوم (٧/ ٢٩٤)، وأحمد في "المسند"(٦/ ١٤٧)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(٣/ ٣٤٧)، من طريق عُمَارة بن أبي حفصة، أخبرنا عِكْرِمة، عن عائشة قالت: كان على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ثَوْبَانِ قِطْرِيَّان (١) غَلِيظَانِ، فكان إذا قَعَدَ فَعَرِقَ ثَقُلا عليه، فَقَدِمَ بَزٌّ من الشَّام لفلانٍ اليهوديِّ، فقلت: لو بعثتَ إليه فاشتريتَ منه ثوبين إلى المَيْسَرَةِ. فَأَرْسَلَ إليه فقال: قد علمتُ ما يريدُ، إنَّما يريدُ أن يَذْهَبَ بمَالي -أو بدَرَاهِمِي-. فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم:"كَذَبَ. قد عَلِمَ أنِّي مِنْ أَتْقَاهُمْ للَّه وَآدَاهُمْ للأمَانَةِ".
قال التِّرْمِذِيّ:"حديث عائشة حديث حسن غريب صحيح". وهو كما قال. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
٣٢٤ - حدَّثنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا أبو بكر محمد بن فارس المَعْبَدِيّ -ببغداد-، حدَّثني أبي: فارس بن حمدان بن عبد الرحمن قال: حدَّثني جدِّي، عن شَرِيك، عن لَيْث، عن مجاهد، عن طاوس،
عن ابن عبَّاس قال: قلتُ للنبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: يا رسول اللَّه للنَّارِ جواز - قال:"نعم". قلت: وما هو؟ قال:"حُبُّ عليّ بن أبي طالب".
(١) الثوب القِطْرِيّ: "هو ضَرْبٌ من البُرود فيه حُمْرة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة". "النهاية" (٤/ ٨٠).