للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولم يرتض الإِمام السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص ٣٢٢ الحكم عليه بالوضع فقال: "أخرجه أبو يعلى، ومن طريقه الدَّيْلَمِيّ في "مسنده" عن عثمان بن أبي شَيْبَة بلفظ "لكلِّ بني آدم عصبة ينتمون إليه، إلَّا وَلَدَي فاطمة فأنا وليُّهُما وعصبتهما" (١). ولم ينفرد به ابن أبي شَيْبَة، بل رواه الخطيب في "تاريخه". ثم ذكر طريق الخطيب هذا، والذي سيأتي في الحديث التالي، ثم قال: "ولكنَّ شَيْبَة ضعيف، ورواية فاطمة عن جدَّتها مرسلة، ولكن له شاهد عند الطبراني. . . عن جابر مرفوعًا: "إنَّ اللَّه جَعَلَ ذُرِّيَّةَ كُلِّ نبيٍّ في صُلْبِهِ، وإنَّ اللَّه جعل ذُرِّيَّتي في صُلْبِ عليٍّ". ويُرْوَى أيضًا عن ابن عبَّاس كما كتبته في "ارتقاء الغرف"، وبعضها يقوِّي بعضًا. وقول ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية": إنَّه لا يصحُّ ليس بجيِّد".

أقول: حديث جابر الذي ذكره السَّخَاوِيُّ، رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٣/ ٣٥) رقم (٢٦٣٠). وقال الهيثمي عنه في "المجمع" (٩/ ١٧٢): "فيه يحيى بن العلاء وهو متروك". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (٨٢).

أقول: وله شاهد من حديث عمر بن الخطَّاب، رواه الطبراني في "الكبير" (٣/ ٣٥) رقم (٢٦٣١) من طريق بشر بن مِهْرَان، حدَّثنا شَرِيك بن عبد اللَّه، عن شَبِيب بن غَرْقَدَة، عن المُسْتَظِل بن حُصَيْن، عن عمر مرفوعًا بلفظ: "كُلُّ بني أنثى فإنَّ عَصَبَتَهُمْ لأبيهم، ما خلا ولد فاطمة فإنِّي أنا عَصَبَتُهُمْ وأنا أبوهم".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٤/ ٢٢٤) بعد أن ذكره: "وفيه بشر بن مِهْرَان وهو متروك".

* * *

١٦٩٧ - أخبرنا عليّ بن محمد بن عبد اللَّه المُعَدَّل، أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد اللَّه الدَّقَّاق، حدَّثنا جعفر بن محمد الزَّعْفَرَانِيّ، حدَّثنا محمد بن


(١) أقول: لفظه عند أبي يعلى: "لِكُلِّ بني أُمٍّ عَصَبَةٌ ينتمونَ إليه، إلَّا وَلَدَ فَاطِمَةَ فأنا وَلِيُّهُمْ وأنا عَصَبَتُهُمْ".

<<  <  ج: ص:  >  >>