ضعيف لا موضوع، لأنَّه وَرَدَ من بعض الطرق عمَّن تُرِكَ وضُعِّفَ ولم يُتَّهَم بالوضع، كرِشْدِين بن سعد، حيث يرويه عن عُقَيْل، عن ابن شِهَاب، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة مرفوعًا.
أقول: مَتْنُ الحديث إذا كان مُنْكَرًا -كما في حديثنا هذا- وورد من طريق ليس فيه مُتَّهَم، لا ينفي كونه موضوعًا، خاصَّةً إذا ما تفرَّد به ذلك الضعيف، و (رِشْدِين بن سعد المَهْرِي المِصْرِي): ضعيف، وقال النَّسَائي: متروك الحديث. وقال أبو حاتم: منكر الحديث وفيه غَفْلَةٌ، ويحدِّث بالمناكير عن الثقات. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (٥٩١).
* * *
١٩٢٦ - أخبرنا عبد اللَّه بن يحيى السُّكَّرِيّ، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، حدَّثنا القاسم بن أحمد الخَطَّابي، حدَّثنا هَوْذَة بن خَلِيفة، حدَّثنا ابن جُرَيْج، عن عطاء،
عن أبي الدَّرْدَاء قال: رآني النبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وأنا أمشي أَمَامَ أبي بكر الصِّدِّيق، فقال:"يا أبا الدَّرْدَاء أتمشي أَمَامَ من هو خَيْرٌ مِنْكَ في الدُّنْيَا والآخرة؟ ما طَلَعَتِ الشَّمْسُ ولا غَرَبَتْ على أَحَدٍ بعد النَّبِيِّينَ والمُرْسَلِينَ أَفْضَلَ من أبي بكر الصِّدِّيق".
(١٢/ ٤٣٨) في ترجمة (القاسم بن أحمد بن محمد الخَطَّابي أبو محمد).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ:"الحديث غير ثابت". وقال أبو حاتم:"هذا حديث موضوع".
ففيه انقطاع في الغالب بين (عطاء بن أبي رَبَاح) وبين (أبي الدَّرْدَاء) رضي اللَّه عنه. فإنَّ وِلَادَة (عطاء) سنة (٢٧ هـ) كما قاله ابن حِبَّان وأحمد بن يونس