وذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيّ الاختلاف فيه في "العلل" وضعَّفه، وذَكَرَ أنَّ قيس بن الربيع وغيره رَوَيَاهُ عن أبي العلاء، عن حَبِيب بن أبي ثابت، قال: وهو وَهَمٌ، وإنما هو حَبِيب الإِسْكَاف".
وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاج في زوائد ابن ماجه" (١/ ١٠٢) عن حديث أنس عن عمر الذي رواه ابن ماجه: "هذا إسناد فيه مَقَالٌ، عُمَارَةُ لم يُدْرِكْ أنسًا ولم يَلْقَهُ".
لكن الإِمام المُنْذِري في "الترغيب والترهيب" (١/ ٢٦٣) قد قوَّى حديث أنس الذي رواه التِّرْمِذِيُّ مرفوعًا، وقال: "سَلْمٌ (١)، وطُعْمَة، وبقية رواته ثقات، وقد تكلَّمنا على هذا الحديث في غير هذا الكتاب".
أقول: حديث أنس عند التِّرْمِذِيِّ يتقوَّى بحديث عمر الذي رواه ابن ماجه، ويكون به حسنًا إن شاء اللَّه تعالى.
* * *
١٠٠٢ - أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن عليّ بن يعقوب، حدَّثنا أبو القاسم بكر بن أحمد بن مَحْمِي بن كثير بن صالح البغدادي -بوَاسِط-، حدَّثنا أبو يوسف يعقوب بن تحيَّة -ببغداد بالجانب الشَّرْقِي في سوق الثلاثاء، سنة ست وثمانين ومائتين-، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حُمَيْد الطَّويل،
عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "مَنْ أَكْرَمَ ذا شَيْبَةٍ فقد أَكْرَمَ نُوحًا في قَوْمِهِ، ومَنْ أَكْرَمَ نُوحًا في قَوْمِهِ فقد أَكْرَمَ اللَّه عزَّ وجَلَّ".
(٧/ ٩٥ - ٩٦) في ترجمة (بكر بن أحمد بن مَحْمِي النَّسَّاج الوَاسِطي أبو القاسم).