قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري" -الموضع ذاته-: "وقد عاب الإسماعيلي على البُخَاري إخراجه رواية أيوب لاضطرابها، والذي يظهر أنَّ اعتماد البُخَاري في سياق الحديث، إنَّما هو على رواية مَعْمَر عن كثير بن كثير عن سعيد بن جُبَيْر، وإن كان أخرجه مقرونًا بأيوب، فرواية أيوب إمَّا عن سعيد بن جُبَيْر بلا واسطة، أو بواسطة ولده عبد اللَّه. ولا يستلزم ذلك قدحًا لثقة الجميع، فظهر أنَّه اختلاف لا يضر، لأنَّه يدور على ثقات حُفَّاظ: إن كان بإثبات عبد اللَّه بن سعيد بن جُبَيْر وأُبَيّ بن كعب فلا كلام، وإن كان بإسقاطهما فأيوب قد سمع من سعيد بن جُبَيْر. وأمَّا ابن عبَّاس فإنَّ كان لم يسمعه من النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فهو من مُرْسَلِ الصحابة".
أقول: وهذا تحقيق نفيس من الحافظ ابن حَجَر رحمه اللَّه تعالى.
و (البَطْحَاءُ): هو الحَصَى الصغار. "النهاية"(١/ ١٣٤).
* * *
١٩٦٨ - كَتَبَ إليَّ أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن المَيْمُون بن حمزة العَلَويّ -مِنْ مِصْرَ-.
وحدَّثني أبو نصر عليّ بن هِبَة اللَّه بن عليّ البغدادي عنه قال: أخبرنا إبراهيم بن عليّ بن إبراهيم أبو الفتح البغدادي، حدَّثنا موسى بن نصر بن جَرِير -جارنا بدرب الأعراب-، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الحَنْظَلِيّ، حدَّثنا عبد الرزاق قال: حدَّثنا بَكَّار بن عبد اللَّه بن وَهْب قال: سمعت ابن أبي مُلَيْكَة يقول: