أقول: تحسين المُنْذِري لإسناد الخطيب، وقول العراقي: إنَّه جَيِّدٌ، موضع نظر لما قدَّمت، ولا يستقيم لهما.
* * *
٦١٢ - أخبرني أحمد بن محمد العَتِيقي، حدَّثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه الشَّاهِد، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن فَاذُوْيَه بن عَزْرَة الطَّحَّان، حدَّثنا أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم، حدَّثني رجاء بن سَلَمَة، حدَّثنا أبو معاوية الضَّرير، عن الأَعْمَش، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "أنا مَدِينَةُ العِلْمِ وعليٌّ بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ العِلْمَ فَلْيَأْتِ البَابَ".
(٤/ ٣٤٨) في ترجمة (أحمد بن فَاذُوْيَه بن عَزْرَة الطَّحَّان أبو بكر).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف جدًّا. وله طرق وشواهد كثيرة معلولة، وهو ضعيف.
وهذا الحديث ممَّا اختلف النُّقَّاد في الحكم عليه اختلافًا واسعًا، بين مُصَحِّحٍ، ومُحَسِّنٍ، ومُضَعِّفٍ، وحاكم عليه بالوضع، كما سيأتي.
ففيه (رجاء بن سَلَمَة) قال ابن الجَوْزي عنه في "الموضوعات"(١/ ٣٥٤) -بعد أن روى الحديث عن الخطيب من طريقه هذا-: "-فيه- جابر بن سَلَمَة وقد اتَّهَموه بسرقته".
وترجم له ابن حَجَر في "اللسان"(٢/ ٤٥٦) وقال: قال ابن الجَوْزي في "الموضوعات": اتُّهِمَ بسرقة الأحاديث".
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (أحمد بن فَاذُوْيَه بن عَزْرَة الطَّحَّان)، لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.