والحديث صحيح، رواه جماعة من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(٦/ ٥٢٦ و ٦٤٦ - ٦٤٧)، و"مجمع الزوائد"(٨/ ٦٦ - ٦٧)، و"الترغيب والترهيب"(٣/ ٤٥٤ - ٤٥٧)، و"التلخيص الحَبِير"(٤/ ١٧١).
ومن ذلك ما رواه مالك في "الموطأ"(٢/ ٩٠٦ - ٩٠٧)، والبخاري في الأدب، باب الهجرة (١٠/ ٤٩٢) رقم (٢٥٦٠)، ومسلم في البِرّ، باب تحريم الهَجْر فوق ثلاث (٤/ ١٩٨٤) رقم (٢٥٦٠)، وغيرهم، عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعًا بلفظ:"لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيْعُرِضُ هذا، ويُعْرِضُ هذا، وخَيْرُهُمَا الذي يَبْدَأُ بالسَّلَام".
وقد عدَّه السُّيُوطيُّ في "الأزهار المتناثرة" ص ١٧٧ - ١٧٨ من الأحاديث المتواترة، وذكره عن سبعةٍ من الصحابة، كما ذكره الكَتَّاني في "نظم المتناثر من الحديث المتواتر" ص ١٤٣، عن تسعةٍ من الصحابة.
* * *
٤٠٧ - أخبرني الحسن بن أبي طالب، وبَايْ بن جعفر الجِيْلي، -قال الحسن: حدَّثنا، وقال بَايْ: أنبأنا- أحمد بن محمد بن عِمْران، حدَّثنا محمد بن يحيى، حدَّثنا المغيرة بن محمد المُهَلَّبِي قال: رأيت عند الحسين بن الضحَّاك الخَلِيع جماعة من بني هاشم فيهم بعض أولاد المتوكِّل، فسألوه عن الأمين وأدبه، فوصف الحسين أدبًا كثيرًا، فقيل له: فالفِقْه، فإنَّ المأمون كان فقيهًا؟ فقال: ما سمعت فِقْهًا ولا حديثًا إلَّا مرَّةً واحدةً، فإنَّه نُعِي إليه غلام بمكَّة، فقال: حدَّثني أبي، عن أبيه، عن المنصور، عن أبيه، عن عليّ بن عبد اللَّه بن عبَّاس،
عن أبيه قال: سمعتُ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول: "مَنْ مَاتَ مُحْرِمًا حُشِرَ مُلَبِّيًا".