للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

معنى الحديث:

شَرَحَ الإِمام ابن تَيْمِيَّة في "منهاج السُّنَّة" (٤/ ٨٦ - ٨٧) هذا الحديث فقال: "والمولى كالولي، واللَّهُ تعالى قال: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [سورة المائدة: الآية ٥٥]. وقال: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [سورة التحريم: الآية ٤]. فبيَّن أنَّ الرسول وليّ المؤمنين وأنَّهم مواليه أيضًا كما بيَّن أنَّ اللَّه وليّ المؤمنين وأنَّهم أولياؤُه، وأنَّ المؤمنين بعضهم أولياء بعض، فالموالاة ضدّ المعاداة وهي تثبت من الطرفين. . . . وهذا حُكْمٌ ثابت لكلِّ مؤمن. فعليٌّ رضي اللَّه عنه من المؤمنين الذين يتولون المؤمنين ويتولونه. وفي هذا الحديث إثبات إيمان عليٍّ في الباطن، والشهادة له بأنَّه يستحق الموالاة باطنًا وظاهرًا، ويردُّ ما يقوله فيه أعداؤه من الخوارج والنواصب، لكن ليس فيه أنَّه ليس من المؤمنين مولى غيره، فكيف ورسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم له موال وهم صالحو المؤمنين. . . وفي الجملة فرق بين الوليّ والمولى ونحو ذلك وبين الوالي، فباب الولاية التي هي ضدّ العداوة شيء، وباب الولاية التي هي الإمارة شيء، والحديثُ إنَّما هو في الأولى دون الثانية، والنبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لم يقل: "من كنت واليه فعليٌّ واليه" وإنَّما اللَّفظِ: "مَنْ كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاه". وأمَّا كون المولى بمعنى الوالي فهذا باطل".

وانظر في شرحه أيضًا: "تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة" لأبي نُعَيْم الأصبهاني ص ٥٤ - ٥٧.

* * *

١٠٩٢ - حدَّثني أحمد بن عليّ المُحْتَسِب، والحسن بن محمد الخَلَّال، قالا: حدَّثنا يوسف بن عمر القَوَّاس، حدَّثنا أبو عليّ الحسن بن عليّ المعروف بالطَّوَابِيقي -زاد أحمد: صاحب موسى الصَّنَوْبَري إملاء، ثم اتفقا- قال: حدَّثنا عليّ بن أحمد البَصْري -جار حُمَيْد الطَّويل- قال: حدَّثنا حُمَيْد الطَّويل،

<<  <  ج: ص:  >  >>