ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(٤/ ٥٢٢) -مخطوط- عن تمَّام الرَّازي من طريقه المتقدِّم.
وذكره ابن حِبَّان في "المجروحين"(٢/ ٢٦٨) -في ترجمة (محمد بن سعيد الطَّائِفِي) - عن أبي عُتْبَة الحِمْصِيّ، عن محمد بن سعيد الطَّائِفِي، به، وقال:"وهذا خبر باطل، إنما يُعْرَفُ هذا من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر فقط".
ولفظ آخره عند ابن حِبَّان:"والنَّاس تَبَعٌ لهم" بدلًا من قوله: "والنَّاس بُهْمٌ".
وحديث ابن عمر الذي أشار إليه ابن حِبَّان، قد تقدَّم برقم (٦٧)، وإسناده ضعيف جدًّا.
غريب الحديث:
قوله:"والنَّاس بُهْمٌ" قال ابن الأثير في "النهاية"(١/ ١٦٧): "البُهْم: جمع بَهِيم وهو في الأصل الذي لا يُخالط لونه لونٌ سواه، يعني ليس فيهم شيء من العاهات والأعراض التي تكون في الدنيا كالعَمَي والعَوَر وغير ذلك، وإنما هي أجساد مُصَحَّحة لخلود الأبد في الجنَّة أو النَّار. وقال بعضهم في تمام الحديث: "قيل وما البُهْم؟ قال: ليس معهم شيء"، يعني من أعراض الدنيا، وهذا يخالف الأول من حيث المعنى".
أقول: والظاهر أنَّ المعنى: أنَّهم لا يستطيعون كلامًا مع سلامتهم من آفات النُّطقِ، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
٧٧٨ - أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن عليّ بن عِيَاض بن أبي عَقِيل القاضي -بِصُوْر-، أخبرنا محمد بن أحمد بن جُمَيْع، أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن مَخْلَد، حدَّثنا محمد بن سعيد بن عبد اللَّه أبو عبد اللَّه الخَزَّاز السُّوْسِي، حدَّثنا يحيى بن عَنْبَسَة المِصِّيْصِي -أصله بَصْرِي-، حدَّثنا حُمَيْد الطويل.