للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

[المقدمة]

الحمد للَّه حَمْدًا يُوافي نعمه ويُكافيء مزيده. يا ربَّنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، لا نُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نَفْسِك.

والصَّلاة والسَّلام على من بعثه ربُّنَا جَلَّ ثناؤه لمنهج الهداية رسولًا، فأنزل عليه الفُرْقَانَ ليكون للعالَمِينَ نذيرًا، وأوحى إليه بالسُّنَّةِ المُطَهَّرةِ لتكون على الأحكام دليلًا.

صلوات ربِّي وسلامه عليه وعلى أبويه إبراهيم وإسماعيل، وعلى آله وصحبه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا.

وبعد: "فإنَّ شرفَ العلوم يتفاوتُ بشَرَفِ مَدْلُولِهَا، وقَدْرَهَا يَعْظُمُ بعِظَمِ محصولها، ولا خلافَ عند ذوي البصائرِ: أنَّ أجلَّها ما كانت الفائدةُ فيه أعمَّ، والنَّفْعُ به أتمَّ، والسَّعَادةُ باقتنائه أَدْوَمَ، والإِنسانُ بتحصيله ألزمَ، كعِلْمِ الشَّريعةِ الذي هو طريقُ السُّعَداءِ إلى دار البَقَاءِ. . .

وعلوم الشَّريعة على اختلافها تنقسمُ إلى فَرْضٍ، ونَفْلٍ.

والفَرْضُ ينقسمُ إلى: فَرْضِ عَيْنٍ، وفَرْضِ كِفَايَةٍ.

ولكلِّ واحدٍ منهما أقسامٌ وأنواعٌ، بعضها أُصولٌ، وبعضها فُروعٌ، وبعضها مقدِّماتٌ، وبعضها مُتَمِّمَاتٌ. . . إلَّا أَنَّ من أصول فروض الكِفَايَات، عِلْمَ أحاديث

<<  <  ج: ص:  >  >>