مرض الموت بسدِّ الأبواب الشارعة إلى المسجد إلَّا باب أبي بكر الصِّدِّيق، لأنَّ نفي هذا في حقِّ عليٍّ كان في حال حياته لاحتياج فاطمة إلى المرور من بيتها إلى بيت أبيها، فجعل هذا رِفْقًا بها، وأمَّا بعد وفاته فزالت هذه العلَّة فاحتيج إلى فتح باب الصِّدِّيق لأجل خروجه إلى المسجد ليصلي بالنَّاس إذ كان الخليفة عليهم بعد موته عليه السلام، وفيه إشارة إلى خلافته".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "القول المسدَّد في الذَّبِّ عن مسند الإِمام أحمد" ص ٥٣ بعد أن ردَّ على ابن الجَوْزي دعواه ببطلان الحديث: "وهو حديث مشهور له طرق متعددة، كُلُّ طريق منها على انفرادها لا تقصر عن رتبة الحسن، ومجموعها ممَّا يُقْطَعُ بصحته على طريقة كثير من أهل الحديث".
* * *
١٠٤٤ - أخبرني محمد بن أحمد بن محمد بن حَسْنُون النَّرْسِيّ، أخبرنا عليّ بن عمر الحَرْبي، حدَّثنا أبو القاسم جعفر بن أحمد بن عليّ بن السُّكَيْن بن مَاهَان العَطَّار -في دَرْبِ هشام-، حدَّثنا الحسن بن يزيد الجَصَّاص، حدَّثنا مُسْلِم بن عبد رَبِّه، حدَّثنا سفيان، عن أبي محمد -يعني سفيان بن عُيَيْنَة ولكن لم يسمِّه-، عن أبي الزُّبَيْر،
عن جابر، عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أنَّه قال: "بُعِثْتُ بالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ -أو السَّهْلَةِ-، ومَنْ خَالَفَ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي".
(٧/ ٢٠٩) في ترجمة (جعفر بن أحمد بن عليّ بن السُّكَيْن -وقيل: السَّكَن- العَطَّار أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف.
والشطر الأول منه: "بُعِثْتُ بالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ"، حسن بشواهده.