بيان مراتب أسانيد تلك الأحاديث الزوائد في أهم موسوعات هذا الفن.
وهذا الوجه يكاد أن يكون أهم أوجه التقريب والتيسير، إن لم يكن أهمها فعلًا. والحكم على أسانيد تلك الأحاديث أو رجالها، وفي أحايين نادرة على الأحاديث نفسها، ليس مما يستسهل، وخاصة في مثل تلك المصنفات التي أُفردت زوائدها، بل هو أمر خطير جليل، ومسؤوليته غير منفكة. مع ملاحظة أن هذه الأحكام قد طالت آلافًا مؤلَّفةً من الحديث النبوي.
وممن تكلَّم على مراتب أسانيد الأحاديث الزوائد، أو رجالها فحسب، الإِمام الهيثمي في "مجمع الزوائد"، والإِمام البُوصيري في "إتحاف الخِيرة المَهَرة بزوائد المسانيد العشرة" وفي "مختصره", وفي "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه".
كما تكلَّم الحافظ ابن حَجَر على الأسانيد في "المطالب العالية"، لكن في مواضع قليلة منه، وكان كلامه يتجه في بعض الأحايين نحو مرتبة الحديث ككل، وهذا لا تجده إلّا نادرًا جدًّا في كلام الهيثمي والبُوصيري.