ورواه ابن عدي في "الكامل"(٣/ ١٠٩٤) -في ترجمة (زَرْبِيّ بن عبد اللَّه) -، وعنه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(٢/ ١٧٤)، من طريق حَرَمِيّ، عن زَرْبِيّ، عن محمد بن سِيرين، عن ابن عمر مرفوعًا به.
قال ابن الجَوْزي:"هذا حديث لا يصحُّ. قال ابن حِبَّان: زَرْبِيّ يروي ما لا أصل له".
وقال البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(٣/ ٤١): "هذا إسناد ضعيف، زَرْبِيّ بن عبد اللَّه أبو يحيى الأَزْدِيّ: متفق على ضَعْفِهِ. ومن حديث أبي هريرة رواه البزَّار في "مسنده"، وفي طريقه يزيد بن عبد الملك وهو ضعيف".
أقول: قد تقدَّم تخريجه من حديث أبي هريرة مطوَّلًا برقم (١١٢٢).
* * *
١١٢٥ - أخبرنا عمر بن محمد بن عليّ الحَارِثي -ويُعْرَف بابن أبي طالب المكِّي-، حدَّثنا يوسف بن عمر القَوَّاس قال: قُرِئ على محمد بن مَخْلَد -وأنا أسمع- قيل له: حدَّثكم الحسن بن ناصح السَّرَّاج، حدَّثنا الحسن بن قُتَيْبَة، حدَّثنا عبد اللَّه بن زياد، عن عمرو بن دينار، عن عبد الرحمن بن سَابِط،
عن ابن عبَّاس قال: قال النبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "لا نموتُ حتَّى نسمع (١) بقوم يكذِّبون بالقَدَرِ، ويحملون الذنوب على العِبَاد، اشتقوا قولهم من قول النصارى، فَأَبْرَأُ إلى اللَّه منهم". قال: وكان ابن عبَّاس إذا حدَّث بهذا الحديث رفع يديه وقال: اللَّهُمَّ إنِّي أبرأُ إليك منهم كما برئ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم.
(١) هكذا في المطبوع: "لا نموت حتى نسمع". ومثله في "العلل المتناهية" (١/ ١٥٣). وفي "كنز العمَّال" (١/ ٦٣٩) رقم (٦٦٥): "لا تموت حتى تسمع". والظاهر أنه هو الصواب كما يدل عليه لفظ حديث الطبراني المذكور في التخريج، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.