ثم قال:"على أنَّه قد روي هذا الحديث من غير طريق الكُدَيْمي، إلَّا أنَّه بإسناد غريب أيضًا". وساقه من طريق ابن جُمَيْع السابق.
وقال البيهقي في "دلائل النبوة"(٦/ ٦٠): "ولهذا الحديث أصل من حديث الكوفيين بإسناد مرسل يخالفه (١) في وقت الكلام".
ثم روى من طريق وكيع بن الجرَّاح، عن الأعمش، عن شِمْر بن عطيَّة، عن بعض أشياخه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أُتي بصبيٍّ قد شبَّ لم يتكلَّم قطُّ، قال:"من أنا"؟ قال: أنت رسول اللَّه.
ثم روى من طريق آخر عن الأعمش، عن شِمْر بن عطيَّة، عن بعض أشياخه قال: جاءت امرأة بابنٍ لها إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قد تحرَّك، فقالت: يا رسول اللَّه! إنَّ ابني هذا لم يتكلَّم منذ ولد، فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم:"ادنيه". فأدنته منه، فقال:"من أنا"؟ فقال: أنت رسول اللَّه.
* * *
٤٤٩ - أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن عليّ بن عبد اللَّه الصُّوري -ببغداد-، وأبو محمد عبد اللَّه بن عليّ بن عياض بن أبي عَقِيل القاضي -بصُور-، وأبو نصر عليّ بن الحسين بن أحمد بن أبي سَلَمَة الورَّاق -بِصَيْدَا-، قالوا: أنبأنا محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغَسَّاني، حدَّثنا العبَّاس بن محبوب بن عثمان بن شَاصُوْنَة بن عبيد -بمكَّة-، حدَّثنا أبي قال: حدَّثني جدِّي شَاصُوْنَه بن عبيد قال: حدَّثني مُعْرِض بن عبيد اللَّه بن مُعَيْقِيْب اليَمَامي، عن أبيه،
عن جَدِّه قال: حَجَجْتُ حَجَّةَ الوَدَاع، فدخلت دارًا بمكَّة، فرأيت بها رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وجهه كدارة القمر، فسمعت منه عجبًا، أتاه رجل من أهل اليَمَامة بغلام يوم ولد، وقد لَفَّه في خِرْقَةٍ، فقال له رسول اللَّه صلَّى اللَّه
(١) في "الدلائل": "بخلافه". وما هو مثبت من "البداية" (٦/ ١٥٩).