أبي داود:"كان يضع الحديث". وقال صالح جَزَرَة:"منكر الحديث عامَّة حديثه كذب". فمثلُهُ لا يُفْرَحُ بمتابَعَتِهِ.
وله شاهد من حديث ابن عبَّاس، رواه ابن عدي في "الكامل"(٢/ ٥٧٥) -في ترجمة (جعفر بن نصر العَنْبَرِيّ) -، من طريق جعفر بن سهل، حدَّثنا جعفر بن نصر، حدَّثنا حفص، حدَّثنا لَيْث، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"لا تعلِّموا نساءَكم الكتابَةَ، ولا تسكنوهنَّ العَلَالِي".
وقال عن (جعفر بن نصر العَنْبَرِيّ): "حدَّث عن الثقات بالبواطيل وليس بالمعروف". وقال: له أحاديث موضوعات على الثقات.
وعن ابن عدي من طريقه المتقدِّم، رواهما ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(٢/ ٢٦٨)، وقال:"لا يصحُّ". وأعلَّه بـ (جعفر بن نصر العَنْبَرِيّ).
أقول: وممَّا يَدُلُّ على وضع بعض ما جاء في الحديث، وهو قوله:"لا تُسْكِنُوهُنَّ الغُرَفَ ولا تُعَلِّمُوهُنَّ الكِتَابَةَ"، مخالفته لقواعد الشَّريعة ونصوصها، ومباينته الكلية لهدي النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وسيرته ممَّا هو معلوم مشهور. وانظر إن شئت رسالة العلَّامة المحدِّث أبي الطَّيِّب محمد شمس الحق العظيم آبادي رحمه اللَّه:"عقود الجُمَان في جواز تعليم الكتابة للنِّسْوَان".
وقد ساق الإِمام المؤرِّخ البَلَاذُري في آخر كتابه "فتوح البُلْدَان" ص ٥٨٠ - ٥٨١، عِدَّة آثارٍ بأسماء بعض من كان يُكْتَبُ من الصحابيات -ومنهن بعض أُمَّهات المؤمنين-، والتابعيات. فانظره إن شئت.
* * *
٢١٥٣ - أخبرنا عبد الغفَّار بن محمد بن الحسن المؤدِّب، والحسن بن