عمر مرفوعًا بلفظ:"إذا كان يوم القيامة شَفَعْتُ لأَبِي وأُمِّي وعَمِّي أبي طالب وأخٍ لي في الجاهلية".
قال تمَّام الرَّازي:"الوليد بن سَلَمَة منكر الحديث".
أقول: بل هو كذَّاب. كذَّبه دُحَيْم والحاكم وابن مُسْهِر وابن حِبَّان. وستأتي ترجمته في حديث (١٩٤)، ولذا قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(١/ ٣٢٢) بعد ذكره لحديث ابن عمر هذا وقول تمَّام في الوليد: "بل كذَّابٌ كما قال غير واحد من الحُفَّاظ، وأظن هذا من أباطيله، مع أنَّه لو ثَبَتَ، حُمِلَ على الشفاعة في تخفيف العذاب كما صحَّ في أبي طالب (١) واللَّه أعلم".
وحديث ابن عبَّاس ذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص ٣٢٣، وعزاه للخطيب ناقلًا قوله ببطلانه.
* * *
٣٢٦ - حدَّثنا محمد بن فارس الغُوْرِيّ -إملاءً في شوال من سنة ثمان وأربعمائة-، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد المِصريّ، حدَّثنا محمد بن عمرو بن نافع أبو جعفر المُعَدَّل، حدَّثنا عبد اللَّه بن صالح قال: حدَّثني نافع بن يزيد، عن زُهْرَة بن مَعْبَد، عن سعيد بن المسيَّب،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "إنَّ اللَّه اختار أصحابي على العالَمِين سوى النبيين والمُرْسَلين، واختار من أصحابي أربعة: أبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا فجعلهم خير أصحابي، وفي أصحابي كلّهم خير، واختار أُمَّتي على سائر الأمم".
(١) يشير ابن عَرَّاق إلى الحديث الذي رواه مسلم في الإيمان، باب أهون أهل النَّار عذابًا (١/ ١٩٦) رقم (٣٦٢) عن ابن عبَّاس مرفوعًا: "أهون أهل النَّارِ عذابًا أبو طالبٍ، وهو مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ يَغْلي منهما دِمَاغُهُ".