وقد رواه الخطيب في "تاريخه"(١٣/ ٢١٢) -في ترجمة (مُبَارَك بن فَضَالَة) -، عن الحسن البَصْرِي مُرْسَلًا، بلفظ:"إذا كان يوم القيامة، جُمِعَ النَّاسُ في صعيد واحد، حيث يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، فيقوم منادٍ من عند اللَّه فيقول: ليقومن من له على اللَّه يد، فلا يقومن إلَّا مَنْ عَفَا". وقد ساقه مُبَارَكُ بن فَضَالَة للخليفة أبي جعفر المنصور في قِصَّة مماثلة للتي وقعت لعمر بن حَبِيب العَدَوي مع الخليفة المأمون. وسيأتي حديث الحسن برقم (٢٠١٠).
كما رواه البيهقي في "شُعَب الإيمان"(٦/ ٤٤) رقم (٧٤٥٠ و ٧٤٥١) -ط بيروت-، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(٢/ ٥١٥) -مخطوط-، والخطيب في "تاريخه"(٦/ ١٤٥)، من طريق المبارك بن فَضَالَة، عن الحسن البَصْري، عن عِمْرَان بن الحُصَيْن مرفوعًا بلفظ:"إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: ألا ليقومن العافون من الخلفاء إلى أكرم الجزاء، فلا يقوم إلَّا من عَفَا"، وإسناده ضعيف. وقد تقدَّم الكلام عليه في حديث (٨٨٧).
* * *
١٦٥٤ - أخبرنا محمد بن عمر النَّرْسي، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشَّافِعِي، حدَّثنا موسى بن هارون الطُّوسِي أبو عيسى، حدَّثنا عمر بن سعيد أبو حفص الدِّمَشْقِي، حدَّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن محمد بن سُوَيد الفِهْرِي،
عن حُذَيْفَة بن اليَمَان قال: لقيتُ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بعد العَتْمَةِ، فصلَّيتُ معه فأقامني عن يمينه، ثم قرأ فاتحةَ الكتابِ، ثم استفتحَ البقرةَ، لا يمرُّ بآيةِ رحمةٍ إلَّا سَأَلَ، ولا آيةِ خوفٍ إلَّا استعاذَ، ولا مَثَلٍ إلَّا فَكَّرَ، حتَّى خَتَمَهَا.