أقول: في إسناده (سَلَّام بن سُلَيْم المَدَائِني)، وهو متروك. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (٣٧٤).
قال الزَّمَخْشَرِيُّ في تفسيره "الكشَّاف"(٣/ ٢٠٨): "قُرئ بفتح الضاد وضمها، وهما لغتان، والضمُّ أقوى في القراءة لما روى ابن عمر رضي اللَّه عنهما". ثم ذكر حديثه مختصرًا.
قال العلَّامة الصفاقسي في "غيث النفع في القراءات السبع" ص ٣٢١: "قرأ عاصم وحمزة بفتح الضاد (١)، والباقون بالضم، قبل هما بمعنى، وقال بعض اللغويين: بالضم في البدن، والفتح في العقل. واختار حفص الضم كالجماعة، فالوجهان عنه صحيحان، لكن الفتح روايته عن عاصم، والضم اختياره". ثم ذكر حديث ابن عمر السابق، وأشار إلى وجود (عطيَّة العَوْفي) فيه، وقال:"وقد رُوي عن حفص من طرق أنَّه قال: ما خالفت عاصمًا في شيء من القرآن إلَّا في هذا الحرف. قال الجَعْبَرِيُّ: فإن قلتَ: كيف خالف من توقفت صحة قراءته عليه، قلتُ: ما خالفه، بل نقل عنه ما قرأه عليه، ونقل عن غيره ما نراه عليه، لا أنَّه قرأ برأيه. قلتُ: وأيضًا لم يعتمد في صحة قراءة على الحديث، وإنما تأنس به، لأنَّ الحديث من طريق الآحاد، واعلى درجاته الحسن، ولا تثبت القراءة إلَّا بالتواتر، فعمدته ما قرأ به على غير شيخه، وثبت عنده تواترًا".
* * *
١٨٣٤ - أخبرنا أحمد بن عليّ بن يَزْدَاذ القَارِي، أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن جعفر بن حيَّان الأَصْبَهَاني -بها-، حدَّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدَّثنا العبَّاس بن محمد بن أنس البغدادي قال: قرأتُ على إبراهيم بن زياد -سَبَلان-، أنَّ عبَّاد بن عبَّاد حدَّثهم عن شُعْبَة، عن منصور، والأَعْمَش، عن سالم،
(١) في المواطن الثلاثة: (من ضعف) و (من بعد ضعف) و (ضعفًا).