وقوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم:"الإِمامُ ضامن"، روي من حديث جماعة من الصحابة، انظر مروياتهم في:"التلخيص الحَبِير"(١/ ٢٠٦ - ٢٠٧)، و"جامع الأصول"(٩/ ٤١٣)، و"مجمع الزوائد"(٢/ ٢ و ٦٦).
ومن ذلك، ما رواه أحمد في "المسند"(٢/ ٣٧٨) وغير موضع، وأبو داود في الصَّلاة، باب ما يجب على المؤذِّن من تعاهد الوقت (١/ ٣٥٦) رقم (٥١٧) والتِّرْمِذِيّ في الصَّلاة، باب ما جاء أنَّ الإِمام ضامن والمؤذِّن مُؤْتَمَن (١/ ٤٠٢) رقم (٢٠٧)، والطَّحَاوي في "مشكل الآثار"(٣/ ٥٢)، وغيرهم، عن أبي هريرة مرفوعًا:"الإِمامُ ضامنٌ، والمؤذِّن مُؤْتَمَنٌ. . . ". وهو حديث صحيح.
أمَّا قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فما صنع فاصنعوا"، فقد ورد معناه في أحاديث عِدَّة، من ذلك، ما رواه البُخَاري في الجماعة، باب إقامة الصف من تمَّام الصَّلاة (٢/ ٢٠٨ - ٢٠٩) رقم (٧٢٢) وغير موضع، ومسلم في الصَّلاة، باب ائتمام المأموم بالإمام (١/ ٣٠٩ - ٣١٠) رقم (٤١٤)، وغيرهما، عن أبي هريرة مرفوعًا:"إنَّما جُعِل الإِمامُ لِيُؤْتَمَّ به، فلا تَخْتَلِفُوا عليه، فإذا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وإذا قال سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهْ فقولوا: رَبَّنَا ولكَ الحَمْدُ، وإذا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وإذا صلَّى جالسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أجمعونَ. . . . ".
* * *
١٢٥٤ - أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن محمد الحَرْبي الزَّاهِد، أخبرنا عمر بن محمد بن عليّ الصَّيْرَفي، أخبرنا أبو الوليد خَلَف بن أحمد بن خَلَف -قرأته عليه في منزله سنة اثنتين وثلثمائة-، حدَّثنا سُوَيْد بن سعيد، حدَّثنا الوليد بن محمد المُوَقَّرِيّ، عن ثَوْر -يعني ابن يزيد- عن نافع،
عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال في حَجَّة الوَدَاعِ:"نَضَّرَ اللَّهُ مَنْ سَمِعَ مَقَالَتِي فلم يَزِدْ فيها، فَرُبَّ حَامِلِ عِلْمٍ إلى مَنْ هو أوعى له منه".
(٨/ ٣٣٣) في ترجمة (خَلَف بن أحمد بن خَلَف السِّمَّري أبو الوليد).