للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر، عن كعب الأحبار قال: ذكرت الملائكة أعمال بني آدم. . . ". ثم ذكر من رواه عن ابن عمر عن كعب الأحبار، وقال: "فهذا أصحُّ وأَثْبَتُ إلى عبد اللَّه بن عمر من الإسنادين المتقدِّمين -يعني المرفوعين-، وسالم أثبتُ في أبيه من مولاه نافع، فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل، واللَّه أعلم".

وقال رحمه اللَّه في "تفسيره" (١/ ١٤٦) أيضًا: "وقد روي في قِصَّة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد، والسُّدِّيّ، والحسن البَصْري، وقَتَادَة، وأبي العَالِيَة، والزُّهْرِيّ، والرَّبيع بن أنس، ومُقَاتِل بن حَيَّان، وغيرهم، وقَصَّها خَلْقٌ من المفسِّرين من المتقدِّمين والمتأخِّرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإِسناد إلى الصادق المعصوم الذي لا ينطقُ عن الهوى، وظاهرُ سِياق القرآن إجمال القِصَة من غير بَسْطٍ ولا إطنابٍ فيها، فنحن نؤمن بما وَرَدَ في القرآن على ما أراده اللَّه تعالى، واللَّه أعلم بحقيقة الحال".

وقد رَجَّحَ في "البداية والنهاية" (١/ ٣٧ - ٣٨) أنَّ الخبر من وضع الإسرائيليين، فقال: "وأمَّا ما يذكره كثير من المفسرين في قِصَّة هاروت وماروت، من أن الزُّهَرَة كانت امرأة فراوداها عن نَفْسِهَا. . . فهذا أظنه من وضع الإسرائيليين، وإن كان قد أخرجه كعب الأحبار، وتلقاه عنه طائفة من السَّلف، فذكروه على سبيل الحكاية والتحديث عن بني إسرائيل. . . وإذا أحسنا الظن قلنا: هذا من أخبار بني إسرائيل، كما تقدَّم من رواية ابن عمر عن كعب الأحبار. ويكون من خرافاتهم التي لا يُعَوَّلُ عليها".

* * *

١١٤٩ - أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه بن الحسين بن إسماعيل المَحَامِلِي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشَّافعي، حدَّثنا الحسين بن داود

<<  <  ج: ص:  >  >>