وعلَّق العلَّامة المُعَلِّمِي عليه بقوله:"هو حسَّان بن سِيَاه، ساق له ابن عدي ثمانية عشر حديثًا، كلُّها مناكير، يروي عامَّتها بوقاحةٍ عن ثابت عن أنس، فهذا كذَّاب والسلام".
وقوله هذا موضع نظر، فإنَّ أحدًا لم ينسبه إلى الكذب فيما وقفت عليه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
٦٩٦ - أخبرني الحسن بن عليّ التَّمِيمي، حدَّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن هانئ الشَّطَوِيّ -سنة ثمان وثلاثمائة إملاءً-، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سالم بن عبد اللَّه بن عمر بن الخَطَّاب، حدَّثني ابن أبي فُدَيْك، عن رَبَاح بن أبي مَعْرُوف، عن قيس بن سعد، عن مُجَاهِد،
عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال:"يَدْخُلُ الجَنَّةَ رَجُلٌ لا يَبْقَى فيها أهلُ دَارٍ ولا غُرْفَةٍ إلَّا قالوا مَرْحَبًا مَرْحَبًا". فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه مَاتَوَا (١) هذا الرَّجل في ذلك اليوم؟ قال:"أَجَلْ وأنتَ هو يا أبا بَكْرٍ".
(١) هكذا في المطبوع: "ماتوا". وعلَّق مصحِّح "تاريخ بغداد" عليه بقوله: "كذا في النسختين -يعني الخطيتين-. وفي "الرياض النضرة" للمحب الطبري (في جـ ١ ص ١٢٥ طبعتنا). بالتاء باثنتين معدَّى بعلي، ولعله أراد (التوى) بالقصر: الهلاك. وقال: وخرَّجه أبو حاتم في "الفضائل": (ماثوى) هذا بالمثلثة بإسقاط على، وقال: الثوى: الإقامة"، أقول: في "المعجم الكبير" للطبراني (١١/ ٩٨): (ماثوا)، فأضاف محققه لها في آخرها (باء) فصارت (ماثواب) كما في "المجمع" (٩/ ٤٦)! وفي "صحيح ابن حِبَّان" (٩/ ٨)، و"الكامل" (٣/ ١٠٣)، و"تاريخ أصبهان" (٢/ ٣١٦): (ماتوى) بالتاء والألف المقصورة. وفي "المعجم الأوسط" للطبراني (١/ ٢٩٨): "ما ترى". وقال ابن الأثير في "النهاية" (١/ ٢٠١): "في حديث أبي بكر رضي اللَّه عنه، وقد ذكر من يدعى من أبواب الجنة فقال: "ذاك الذي لا توى عليه" أي لا ضياع ولا خسارة، وهو من التَّوَى: الهلاك".