وقد تعقب السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(٢/ ١٥٥ - ١٥٦) ابن الجَوْزيّ في حكمه عليه بالوضع، بأنَّ له شاهدًا من حديث زيد بن أرقم. وذكر حديث ابن عساكر السابق. وتابعه على تعقُّبه هذا ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة"(٢/ ١٩٦).
ولا قيمة لتعقُّبه هذا لما علمت من حال الشاهد المذكور.
كما ذكر له شاهدًا عن عِكْرِمَة موقوفًا عليه من قوله، رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره".
أقول: فضلًا عن كون هذا الشاهد ممَّا لا تقوم به الحجَّة لأنَّه موقوف على عِكْرِمَة، فإنَّه ليس فيه ممَّا يوافق حديث البَرَاء إلَّا قوله:"وخلق في ساعةٍ النتن الذي يسقط على ابن آدم إذا مات لكي يتبرأ".
* * *
١٣٤٨ - أخبرنا أبو نُعَيْم، حدَّثنا محمد بن إسماعيل الورَّاق، حدَّثنا سعيد بن القاسم الحافظ -أبو عمرو البَرْذَعِيّ-، حدَّثنا محمد بن يحيى بن مَنْدَه، حدَّثنا الهُذَيْل بن معاوية، حدَّثنا إبراهيم بن أيوب، حدَّثنا النُّعْمَان، عن سفيان الثَّوْري، عن منصور بن صَفِيَّة، عن أُمِّه،
عن عائشة: أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم نهى عن سَبِّ الأموات، وقال:"طُوبى لمن وَجَدَ في صَحِيفَتِهِ استغفارًا كثيرًا".
(٩/ ١١٠ - ١١١) في ترجمة (سعيد بن القاسم بن العلاء البَرْذَعِيّ أبو عمرو).
مرتبة الحديث:
إسناده ضعيف. والنهي عن سبِّ الأموات رواه البُخَاري في "صحيحه" من حديث السيدة عائشة. أمَّا قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "طوبي لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا"