وآفته (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَانِي)، فإنَّه كذَّاب دجَّال كما قال الدَّارَقُطْنِيُّ. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (٨٢٢).
قال الحافظ الخطيب عقب روايته له:"ما أُبْعِدُ أن يكون هذا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الأُشْنَانِي، فإنَّ له عن يحيى بن مَعِين بمثل هذا الإِسناد حديثًا آخر".
التخريج:
رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(٢/ ٢٥٢ - ٢٥٤) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لا يصحُّ عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم. وهذا (الأُشْنَانِيّ) هو: (محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم بن ثابت)، وإنَّما دَلَّسَهُ سعيد بن أحمد. قال الدَّارَقُطْنِيُّ: الأُشْنَانِيّ كذَّابٌ دجَّالٌ. وقال أبو بكر الخطيب: كان يضع الحديث وضعًا فاحشًا".
وله شاهد من حديث زيد بن أرقم، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(١٨/ ١٧٠) -مخطوط-، من طريق عبد الملك بن دَلِيل -إمام مسجد حَلَب-، عن أبيه، عن إسماعيل السُّدِّي، عن زيد مرفوعًا به، بدون ذكر الخصلة الرابعة.
وذكره الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(٥/ ٢٨٨ - ٢٢٩) رقم (٨٠٣٦) من حديث زيد بن أرقم أيضًا.
أقول: لا قيمة لهذا الشاهد، فإنَّ في إسناده:(دَلِيل بن عبد الملك الفَزَاري الحَلَبِي)، وقد ترجم له ابن حِبَّان في "المجروحين"(١/ ٢٩٥) وقال: "يروي عن السُّدِّيّ، روى عنه ابنه عبد الملك بن دليل عنه عن السُّدِّيّ عن زيد بن أرقم نسخةً موضوعةً، لا يحلُّ ذكرها في الكتب ولا الاحتجاج بدليل هذا". وانظر "اللسان"(٢/ ٤٣٢ - ٤٣٣).