وضعه، فكيف بالمتبحر. ولقد كان الذي وضعه أجهل الجُهَّال بالنقل والتاريخ، فإنَّ فاطمة وُلِدَت قبل النبوة بخمس سنين، وقد تلقَّفه منه جماعة أجهل منه فتعددت طرقه. وذِكْره الإسراء كان أشد لفضيحته فإنَّ الإسراء كان قبل الهجرة بسنة بعد موت خديجة، فلما هاجر أقام بالمدينة عشر سنين، فعلى قول من وضع هذا الحديث يكون لفاطمة يوم مات النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عشر سنين وأشهر، وأين الحسن والحسين وهما يرويان عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وقد كان الفاطمة من العمر ليلة المعراج سبع عشرة سنة، فسبحان من فَضَحَ هذا الجاهل الواضع على يد نفسه".
وأقرَّه السُّيُوطيّ في "اللآلئ المصنوعة" (١/ ٣٩٢ - ٣٩٥)، وذكر له شواهد أخرى أعلَّها، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (١/ ٤٠٩ - ٤١٠).
* * *
٦٨٠ - أخبرنا الصَّيْمَري، حدَّثنا القاضي أبو بشر أحمد بن محمد بن محمد بن جعفر الهَرَوي -ببغداد-، حدَّثنا عبد اللَّه بن جعفر بن إسحاق بن جابر المَوْصِلِي -بالبَصْرة-، حدَّثنا محمد بن عَبْدَة المَوْصِلِي، حدَّثنا إبراهيم بن سعيد الجَوْهَرِي، حدَّثنا عبد الصمد بن النُّعْمَان، حدَّثنا كَيْسَان أبو عمر، عن يزيد بن بلال،
عن خَبَّاب، عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: "إذا صُمْتُمْ فاسْتَاكُوا بالغَدَاةِ ولا تَسْتَاكُوا بالعَشِيِّ، فإنَّ الصَّائِمَ إذا يَبَسَتْ شَفَتَاه كان له نُورًا بين عَيْنَيْهِ يومَ القِيَامَةِ".
(٥/ ٨٨ - ٨٩) في ترجمة (أحمد بن محمد بن محمد الهَرَوي أبو بشر).