والحديث صحيح، مروي عن جماعة من الصحابة، انظر مروياتهم في:"جامع الأصول"(٦/ ١٥٦ - ١٩١)، و"مجمع الزوائد"(٢/ ٢٠٧ - ٢١١)، و"تنقيح التحقيق"(٢/ ١٢٥٢ - ١٢٥٥)، و"نصب الراية"(٢/ ٢٢٥ - ٢٣٦)، و"التلخيص الحَبِير"(٢/ ٨٨ - ٩٣).
ومن تلك المرويات، ما رواه البُخَاري في الكسوف، باب الصَّلاة في كسوف الشمس (٢/ ٥٢٦) رقم (١٠٤١)، ومسلم في الكسوف، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف (٢/ ٦٢٨) رقم (٩١١)، وغيرهما، عن أبي مسعود البَدْرِيِّ مرفوعًا:"إنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ لا يْنْكَسِفَانِ لموتِ أحدٍ مِنَ النَّاسِ، ولكنَّهما آيتانِ مِنْ آياتِ اللَّهِ، فإذا رأيتموهما فقوموا فَصَلّوا".
* * *
١٨٨١ - أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحَرَشي، حدَّثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، حدَّثنا محمد بن إسحاق الصَّاغَاني، أخبرنا رَوْح بن عُبَادَة، حدَّثنا عبَّاد بن منصور قال،
سمعت عدي بن أَرْطَاة يخطب على منبر المَدَائن، فجعل يعظنا حتَّى بكى وأبكانا، ثم قال: كونوا كرجلٍ قال لابنه وهو يعظه: بُنَيَّ أُوصيكَ أَنْ لا تُصلِّي صلاةً إلَّا ظننتَ أنَّك لا تصلِّي بعدها غيرها حتَّى تموت، وتعال بُنَيَّ حتَّى نعمل عمل رجلين كأنَّهما قد أُوقفا على النَّار، ثم سألا الكَرَّة، ولقد سمعتُ فلانًا -نسي عبَّاد اسمه- ما بيني وبين رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم غيره، قال: إنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: "إنَّ للَّه ملائكةً ترعُدُ فَرَائِصُهُم من مخافته، ما منهم مَلَكٌ يَقطرُ دمعةً من عينه إلَّا وقعت مَلَكًا يُسَبِّحُ، قال: وملائكةً سُجودًا مند خَلَقَ اللَّه السموات والأرض لم يرفعوا رؤوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة، ورُكوعًا لم يرفعوا رؤوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة، وصُفُوفًا لم ينصرفوا عن مَصَّافِّهم ولا