قال الإمام ابن الجَوْزي في "زاد المَسِير"(١/ ٤٩١): "واختلف القُرَّاءُ في "يغلّ" فقرأ: ابن كثير وعاصم وأبو عمرو: بفتح الياء وضم الغين، ومعناها: يخون. وفي هذه الخيانة قولان. أحدهما: خيانة المال على قول الأكثرين. والثاني: خيانة الوحي على قول القُرَظِيّ وابن إسحاق. وقرأ الباقون: بضم الياء وفتح الغين، ولها وجهان: أحدهما: أن يكون المعنى يُخَان، قاله الحسن وابن قُتَيْبَة. والثاني: يُخَوَّن، قاله: الفرَّاء، وأجازه الزَّجَاج، ورَدَّه ابنُ قُتَيْبَة، فقال: لو أراد: يخون، لقال: يغلل، كما يقال: يفسق، ويخون، ويفجر".
وانظر لمزيد تفصيل حول القراءتين وتوجيههما:"تفسير ابن أبي حاتم"(٢/ ٦٣٦ - ٦٤٠)، و"تفسير الطبري"(٧/ ٣٤٨ - ٣٥٥)، و"تفسير ابن كثير"(١/ ٤٣٠).
* * *
١٠٢ - أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ قال: نبأنا أبو الطيِّب محمد بن أحمد بن يوسف بن جعفر المُقرئ البغدادي -قَدِمَ علينا- قال: نبأنا إدريس بن عبد الكريم الحدَّاد قال: قرأتُ على خَلَف فلما بلغت هذه الآية {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ}[سورة الحشر: الآية ٢١] قال: ضع يدك على رأسك، فإني قرأتُ على سليم فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك، فإني قرأت على حمزة فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك، فإني قرأت على الأَعْمَش فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك، فإني قرأت على عَلْقَمَة والأسود فلما بلغت هذه الآية قالا: ضع يدك على رأسك، فإنّا قرأنا على عبد اللَّه فلمّا بلغنا هذه الآية قال: ضَعَا أيديكما على رؤوسكما، فإني قرأت على النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فلمّا بلغتُ هذه الآية قال لي:"ضع يدك على رأسك، فإنَّ جبريل لما نَزَلَ بها إليَّ، قال لي: ضَعْ يَدَكَ على رَأْسِكَ فإنّها شِفَاءٌ من كُلِّ دَاءٍ إلّا السَّامُ، والسَّام: الموتُ".
(١/ ٣٧٧ - ٣٧٨) في ترجمة (محمد بن أحمد بن يوسف المُقْرِئ أبو الطيِّب يعرف بغلام ابن شَنَبُوذ).