ففيه صاحب الترجمة (محمد بن أحمد بن يوسف المُقْرِئ أبو الطيِّب، غلام ابن شَنَيُوذ): لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا. وذكره الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(٣/ ٤٦٢) وقال: "زعم أنَّه قرأ على إدريس بن عبد الكريم، ورَوى عنه حديثًا باطلًا بإسناد ما فيهم مُتَّهَمٌ، فالآفة هو. روى عنه أبو نُعَيْم". قال ابن حَجَر في "اللسان"(٥/ ٥٢): "والحديث الذي أشار إليه أورده الخطيب في ترجمته". ثم ساقه ابن حَجَر عن الخطيب بتمامه. وقال ابن حَجَر قَبْلُ:"وقد كرره المؤلف -يعني الذَّهَبِيّ- سهوًا، وهو (محمد بن أحمد المُقْرِيء) المذكور قبل قليل".
أقول: قد ترجم الذَّهَبِيُّ في "الميزان"(٤٣/ ٤٦١ - ٤٦٢) لـ (محمد بن أحمد بن إبراهيم المُقْرِئ أبو الفرج الشَّنبُوذِي غلام ابن شَنَبُوذ) وقال: "أساء الثناءَ عليه الدَّارَقُطْنِيُّ. وقال أَبو بكر الخطيب: تكلَّم النَّاس في رواياته. فحدَّثني أحمد بن سليمان الوَاسِطي المُقْرئ قال: كان الشَّنَبُوذي يذكر أنَّه قرأ على الأُشْنَاني فتكلَّموا فيه. فلت -القائل الذَّهَبِيّ-: مولده سنة ثلاثمائة. والأُشْنَاني فمات سنة سبع وثلاثمائة. . . ".
ونقل هذا عنه في "اللسان"(٥١/ ٥) ثم قال: "وقال الخطيب في ترجمته: خرج من بغداد وتَغَرَّبَ (١)، وحدَّث بأَصْبَهَان عن إدريس بن عبد الكريم وأبي الحسن بن الشَّنَبُوذ .. . . ".
أقول: ما ذكره ابن حَجَر في "اللسان" نقلًا عن الخطيب، إنما قاله في ترجمة (محمد بن أحمد بن يوسف المُقْرِيء أبو الطيِّب غلام ابن شَنَبُوذ)، والذي ذكره الذَّهَبِيِّ هو في (محمد بن أحمد بن إبراهيم المُقْرِئ أبو الفرج الشَّنَبُوذي غلام ابن شَنَبُوذ). وقد ترجم له الخطيب في "تاريخه"(١/ ٢٧١ - ٢٧٢) ترجمة مستقلة،
(١) تَصَحَّفَ في "اللسان" إلى: "ويعرف"، والتصويب من "تاريخ بغداد" (١/ ٣٧٧).